السيّدة زينب أمّ المؤمنين، رضي الله عنها، بنت جحش بن رياب، وابنة عمّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.أمّها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، وهي أخت حمنة، وأبي أحمد، من المهاجرات الأوائل. كانت عند زيد، مولى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وهي الّتي يقول الله فيها: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}. فزوّجها الله تعالى بنبيّه بنصّ كتابه، بلا ولي ولا شاهد. فكانت تفخر بذلك على أمّهات المؤمنين، وتقول: زوجكن أهاليكن، وزوّجني الله من فوق عرشه. وفي رواية البخاري: كانت تقول: إنّ الله أنكحني في السّماء. وكانت من سادة النّساء، دينًا وورعًا وجودًا ومعروفًا رضي الله عنها. روى عنها: ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش، وأمّ المؤمنين أمّ حبيبة، وزينب بنت أبي سلمة، وأرسل عنها القاسم بن محمد. توفيت رضي الله عنها في سنة عشرين للهجرة، وصلّى عليها عمر رضي الله عنه. فعن ابن عمر رضي الله عنهما: لمّا ماتت بنت جحش أمر عمر مناديًا: ألاّ يخرج معها إلاّ ذو محرم. فقالت بنت عميس: يا أمير المؤمنين، ألا أريك شيئًا رأيت الحبشة تصنعه بنسائهم؟ فجعلت نعشًا وغشّته ثوبًا. فقال: ما أحسن هذا وأسْتَرَهُ! فأمر مناديًا، فنادى: أن اخرجوا على أمكم. روي عن عائشة قالت: كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، ما رأيتُ امرأة خيرًا في الدّين من زينب، أتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، رضي الله عنها.