رحبت دمشق، أمس، بالمقترح الروسي بضرورة إقامة آلية للتواصل الأمني المباشر بين سوريا وتركيا، والذي أعلن عنه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمام مجلس الاتحاد الروسي يوم الأربعاء الماضي. وأشارت الخارجية السورية، في بيان لها، إلى أن سوريا ناقشت مع السفير الروسي بدمشق استعدادها لإنشاء لجنة أمنية سورية - تركية مشتركة، تتولى مهمة إيجاد آلية لضبط الأوضاع الأمنية على جانبي الحدود المشتركة، في إطار احترام السيادة الوطنية لكل من سوريا وتركيا. من جانبه، دعا رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي لوقف العرقلة التي تمارس بالنسبة للأزمة السورية بسبب حق النقض الذي تستخدمه روسيا والصين. وقال أردوغان، خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول: ''إذا كان يلزم الأمر انتظار معرفة ما سيقوله عضو أو عضوان دائمان في مجلس الأمن، فحينئذ يكون مصير سوريا فعليا في خطر كبير''، في إشارة ضمنية إلى روسيا والصين. بالموازاة، وصل مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، إلى تركيا لإجراء محادثات وسط تصاعد التوتر بين أنقرةودمشق، كما استقبل رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، وعددا من القادة والمسؤولين العرب، بينهم وزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام. يأتي ذلك في الوقت الذي كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أمس، أن عدد القتلى وصل إلى 33 ألفا و82 شخصا ''هم 23 ألفا و630 مدني، و1241 مقاتل منشق وثمانية آلاف و211 من القوات النظامية''. وتشمل حصيلة المدنيين أولئك الذين حملوا السلاح لقتال القوات النظامية من غير الجنود المنشقين. ميدانيا، أعلن ناشطون سوريون عن سيطرة المعارضة المسلحة في حلب على قاعدة عسكرية تابعة للقوات الحكومية قرب المدينة، فيما أعلنت وسائل إعلام محلية أن عناصر من الجيش النظامي دمرت شاحنات محملة بالأسلحة. وشهد محيط مدينة معرة النعمان في إدلب، التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل أيام، معارك ضارية، ويحاولون بسط سيطرتهم على كامل المنطقة، بينما تحاول القوات النظامية استعادة هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة على طريق الإمداد إلى حلب. ووقعت اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المعارضون منذ ثلاثة أيام، ويعتبر أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة، وقد أدى القصف الجوي لمواقع المعارضة في محيط المعسكر إلى سقوط العديد من الجرحى في صفوفهم، ما دعم قدرة المدافعين عن المعسكر في الصمود أكثر بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدنى من تسليم المعسكر للمعارضة، مساء أول أمس. وأعلن الجيش الحر سيطرته على الجامع الأموي الكبير، الذي يعد الأكبر والأهم في مدينة حلب، بعد اشتباكات عنيفة.