أعطت نتائج الانتخابات في قرية ديكسفيل نوتش، شمال شرقي الولاياتالمتحدة، التي صوّت بها 10 أشخاص، 5 منهم صوّتوا لباراك أوباما والباقي لميت رومني، صورة عن التنافس بين المرشحين، وحالة الترقب التي طبعت معسكري المرشحين، وكذا الملايين عبر العالم الذين تابعوا تفاصيل الانتخابات دقيقة بدقيقة، فكان يوم أمس يوم أمريكي عالمي بامتياز، حيث انتظر الجميع الرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية. منذ أن فتحت صناديق الاقتراع في الولاياتالأمريكية، تركزت الأنظار نحو الولايات المتأرجحة، والتي تضم بعضها وعاء انتخابيا مهما، ويتعلق الأمر بولايات فرجينيا، شمال كارولينا، ويسكنسون، أوهايو، كولورادو، نيفادا، أيوا ونيوهامبشير، ببسب تقارب نسبة التصويت بين المرشحين، وإن كان أوباما يحرز تفوقا نسبيا على منافسه رومني. وهنأ باراك أوباما منافسه الجمهوري، ميت رومني، على ''الحملة الانتخابية المفعمة بالحماس''. وأعرب أوباما، خلال زيارة لمكتب حملة الحزب الديمقراطي في شيكاغو، عن شكره للمتطوّعين والأنصار، وأعرب عن ثقته في الفوز، لكنه أشاد بفريق خصمه. وكان أوباما قد ذرف دموعا أمام حوالي 20 ألفا من أنصاره، في آخر تجمّع نشطه بلي موان بولاية أيوا، حين قال: ''من هنا انطلقت، عندما كان لا أحد يعرف اسمي في 2007 و.''2008 وإن توقفت الدعاية الانتخابية للمرشحين، إلا أن أنصار المترشحين واصلوا الحملة الانتخابية، من خلال دعوة الناخبين إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع، والإدلاء بأصواتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة على موقع ''تويتر''. ومهما كان الفائز الذي يتعرّف عليه العالم اليوم، فإنه تواجهه جملة من الإشكالات. ويكمن أولها في تشكيلة المؤسسات التي تتمخض عن الاقتراع الذي جرى أمس، لأن التقارب في المقاعد بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس ومجلس النواب، يصعّب من مهمة الفائز في تمرير مشاريعه مادامت الأغلبية محدودة، خاصة أمام ثقل الملفات، وعلى رأسها الضرائب وميزانية الدفاع والقوانين الاجتماعية والبيئية وغيرها. وفي حال فوز ميت رومني، سيغلق الأمريكيون قوس أوباما ليعودوا إلى سياسة الصقور، برفع ميزانية الدفاع وتنشيط لوبيات صناعة الأسلحة، وما يترتب عنها من قرع طبول الحرب التي عاشها العالم مع بوش الابن قبل أربع سنوات. ويرى المتابعون أن رومني متجانس مع مبدأ الهيمنة الأمريكية على العالم، وقد اتضح ذلك في حملته الانتخابية، عندما انتقد أوباما بسبب ما اعتبره تراجع هيبة أمريكا، بسبب سياسته. أما في حال فوز أوباما، فستكون أمامه أربع سنوات كاملة لتجسيد سياسته في إحداث التغيير الذي وعد به في 2008، حيث سيكون أكثر تحرّرا، لأن العهدة الثانية والأخيرة تسمح له ب''المخاطرة'' في فرض سياسته.