تنشر ''الخبر'' نتائج التحقيق الذي أعدته المفتشية العامة للبيداغوجيا بوزارة التربية حول امتحانات شهادات التعليم الابتدائي والمتوسط والبكالوريا، من جوانب تقييم معدلات النجاح وتوفير الأرقام الحقيقية عن عدد المتمدرسين في الأقسام النهائية للأطوار الثلاثة ممن اجتازوا الامتحانات، حيث حذرت الدراسة من العجز الفادح في علامات اللغات على رأسها الفرنسية والإنجليزية، فيما لوحظ تفوق ملحوظ في مادة الرياضيات. كما نبّهت النتائج إلى المأساة التي تعيشها 12 ولاية جنوبية في النسب الكارثية المحققة في الشهادات الثلاثة. ربطت وزارة التربية النتائج المحققة في امتحانات شهادات التعليم الابتدائي والمتوسط والبكالوريا، بالتطور الإيجابي في نسبة النجاح عموما، لاعتبارها تدخل في إطار تحسن مستمر للأداء المدرسي في المجالين الكمي والنوعي، حيث شمل امتحان نهاية الطور الابتدائي لدورة جوان الماضي 595281 تلميذ على المستوى الوطني، نجح منهم 452388 أي بنسبة 76 بالمائة، وهي النتيجة التي اعتبرها الوزارة، حسب نتائج الدراسة، الأحسن منذ تأسيس هذا الامتحان العام 2005، حيث كانت النسبة تقدر ب57, 53 بالمائة. وتحت عنوان ''في ضوء نتائج ''2012، أوردت الدراسة التي تضمنتها مجلة ''المربي'' في عدد خاص، تحوز ''الخبر'' على نسخة منها، في المجال الكمي، أن النسبة المسجلة في امتحان شهادة التعليم المتوسط 10, 72 بالمائة هي الأحسن تحقيقا منذ الاستقلال، وظلت في تحسن مستمر من سنة إلى أخرى، لاسيما منذ تأسيس شهادة التعليم المتوسط العام 2007، أي أربع سنوات بعد التنفيذ التدريجي للإصلاح في مرحلة التعليم المتوسط. أما نسبة النجاح المسجلة في بكالوريا جوان الماضي، فقدرت ب84,58 بالمائة مقارنة بالنتيجة المحققة في السنة الماضية بفارق سلبي يقدر ب61 ,3 نقطة، ما يفسر تراجعا، وصفته الدراسة، بالضئيل واعتبرت نسبة النجاح مرضية من حيث أخذها منحى تطوريا، كما أنها تمثل أحسن نسبة مسجلة في البكالوريا منذ الاستقلال. مبررات للنجاح.. ولكن؟ وفي المجال النوعي، أشارت النتائج إلى أن التطور يترجم بزيادة عدد الناجحين بتقدير على مدى السنوات وبالنقاط المتحصل عليها في مختلف المواد، حيث أحرز 4541 مترشح في امتحان شهادة التعليم المتوسط تقدير ''ممتاز''، من بينهم 291 حصلوا على معدل عام يعادل أو يفوق 19 من 20، فضلا عن حيازة 301116 مترشح على معدل 12 من 20 ''قريب من الجيد''، أي نسبة تقدر ب73, 54 بالمائة. أما في امتحان البكالوريا فتم تسجيل 64 ناجحا بملاحظة ''ممتاز'' و4377 ب''جيد جدا''، و88761 حصلوا على الشهادة بتقدير ''قريب من الجيد، جيد، جيدا جدا، وممتاز''، ما يعادل 43,38 من الناجحين. وأعطت مجموعة البحث والتحقيق في نتائج امتحانات الشهادات الثلاثة، تبريرا لما اعتبرته تحسنا كبيرا في الأداءات المدرسية، من خلال إعادة النظر في البيداغوجيا بالرفع من مستوى برامج التعليم والكتب المدرسية وجهاز التقييم البيداغوجي وإجراءات المعالجة البيداغوجية والدعم المدرسي، وفي التأطير التربوي، بتحسين المستوى الأكاديمي لأساتذة الطور الابتدائي والمتوسط، وإدماج معايير الانتقاء لتوظيف الأساتذة وتمديد مدة التكوين الأولي للأساتذة والتنظيم المتواصل لعمليات التكوين خلال مرحلة العمل. وجاء جانب الدعم المدرسي ضمن التبريرات، فيما تعلق بالتأطير والبنيات التحتية المدرسية والوسائل والاستفادة من المنحة والتكفل المناسب وإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض المزمنة، ما سمح بضمان تكافؤ فرص النجاح. وفصّلت الدراسة تحليل نتائج امتحان نهاية طور التعليم الابتدائي بالأرقام، حيث تقدم للامتحان في الدورة الأولى 597888 مترشح، نجح منهم 454900، تم قبول 452388 منهم بنسبة نجاح قدرت ب08,76 بالمائة، وتمثل الإناث 93 ,49 بالمائة من مجموع المترشحين المقبولين، بينما يمثل الذكور نسبة 07 ,50 بالمائة، أما نسبة النجاح لدى الإناث فهي02 ,79 بالمائة والذكور ب35 ,73 بالمائة. وفي قراءة لتطور نسبة النجاح في الامتحان، تم تسجيل عدم استقرار في النسب، فكانت في 2005 تفوق 53 بالمائة، مع قفزة في 2007 بنسبة 51, 73 بالمائة، ومنذ 2009 إلى دورة جوان الماضي، لم تنزل عن عتبة 60 بالمائة.
ولايات الجنوب في ذيل الترتيب العاصمة تحقق نسبة نجاح ب 90 بالمائة في التعليم الابتدائي جاء تحليل النتائج موزعا بالولايات حسب نسبة النجاح في الامتحان، فتمكنت ولاية واحدة هي الجزائر العاصمة من تحقيق نسبة التفوق ب90 بالمائة، حازت الجزائر وسط على 54, 91 بالمائة، بينما بلغ عدد الولايات التي سجلت نسبة نجاح تساوي أو تفوق 70 بالمائة، 38 ولاية، والتي حققت ما بين 60 إلى 70 بالمائة، فبلع عددها 6 ولايات هي النعامة 20, 60 بالمائة، المسيلة 64 بالمائة، غرداية 52, 66 بالمائة، الأغواط 57 ,69 بالمائة، بشار 65, 69 بالمائة والبويرة 69,69 بالمائة. أما الولايات المحققة لنجاح تتراوح نسبه ما بين 40 و60 بالمائة، فهي 6 ولايات ممثلة في إليزي 61 ,42 بالمائة، تندوف 86, 48 بالمائة، تمنراست 99, 48 بالمائة، أدرار 22 ,49 بالمائة، ورفلة 18 ,55 بالمائة، الوادي 19 ,55 بالمائة. وتشير هذه الإحصاءات إلى أن ولايات الجنوب مايزال الضعف فيها مستمرا في تحقيق نسب النجاح مقارنة بولايات الشمال، ما يفسر نفس التأطير البيداغوجي وعدد الأساتذة والمعلمين. كما شرح تحليل النتائج على مستوى المدارس الابتدائية، فمن أصل 16937 مدرسة ابتدائية، 50 بالمائة سجلت نسبة نجاح تفوق 80 بالمائة و77 بالمائة حققت تفوقا ب60 بالمائة، في حين نجح تلاميذ 1700 مدرسة ابتدائية 100 بالمائة، دون ذكر الولايات. ويتضح من خلال تحليل النتائج المحصل عليها في مختلف المواد التي يختبر فيها التلميذ في امتحان نهاية الطور الابتدائي، تسجيل تفوق في معدلات الرياضيات ب89 ,6 بالمائة مقارنة بمعدلات العربية 43 ,6 بالمائة، وتأتي معدلات الفرنسية في المرتبة الأخيرة ب12 ,4 بالمائة، حيث تبقى المعدلات المتحصل عليها في الفرنسية لا تتعدى 5 من 10 بالنسبة لجميع التلاميذ، سواء المقبولين أو المترشحين.
مع إعداد مشروع تكويني شامل ضرورة تحمل المسؤولين النتائج الضعيفة إثر هذه الأرقام، ارتأت الوزارة إعداد مشروع تكويني خاص بكل ولاية وبكل مرحلة وكل مادة لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في القانون التوجيهي، وخلصت إلى اقتراحات على مستوى الولايات من خلال إحصاء المدارس التي تتحسن بها نسب النجاح كل سنة، وضبط المؤسسات التربوية الأحسن في النتائج وتفسيرها الفوارق. كما اقترحت الوزارة على مستوى المؤسسات، التعجيل بالقيام بتحليل النتائج المحصل عليها في كل مادة يختبر فيها التلاميذ وفي القسم أيضا، ومقارنتها بمعدلات التقييم المستمر، موازاة مع إجراء تشخيص دقيق للوضع في المدارس، فضلا عن وضع جهاز للمتابعة للتحقيق أكثر في الولايات الضعيفة، عن طريق عقد المفتشية العامة لاجتماعات مع مفتشي التربية والتكوين للغة الفرنسية للوقوف على أسباب الإخفاق في هذه المادة، وإعداد برامج وجيهة ملائمة لمعالجة القصور بالتركيز على بعض مستويات التعليم. كما أوصت الدراسة بإجبارية وضع دليل منهجي تحت تصرف المدرسين وموظفي التأطير الإداري والبيداغوجي، لمساعدتهم على تحديد المشاكل المدرسية وسبل معالجتها. والأبرز في التوصيات المقدمة لمديري التربية في الولايات، هو مواجهتهم بمسؤولياتهم، والحال نفسه بالنسبة للمفتشين، من خلال تحمل مسؤولية النتائج المسجلة على مستوى مقاطعاتهم، دون إقصاء جميع الموظفين المعنيين في إطار ما يسمى ''مشروع المصلحة والمؤسسة''، وجانب آخر، العمل على استقرار موظفي التأطير الإداري والبيداغوجي لفترة لا تقل عن 3 سنوات وفقا لمبدأ ''ضرورة تحقيق النتائج المرجوة''.
1078 تلميذ فقط أحرزوا العلامة الكاملة 80 ألف تلميذ تحصلوا على 4 من 20 في الفرنسية تشير نتائج تحقيق وزارة التربية إلى أن عددا ضئيلا من التلاميذ محصورا في 1078 متمدرس، تحصل على علامة 10 من 10 فيما تتراوح أغلب العلامات بين 6 إلى 8 من 10، أما عن مادة الرياضيات فحاز 86655 تلميذ على العلامة الكاملة 10 من 10، بنسبة 49 ,14 بالمائة، فيما تبقى النقاط الأضعف في مادة الفرنسية وهي كارثية، حيث لم تتجاوز العلامات من 1 إلى 6 من 10 مما تحصل عليه التلاميذ، حيث اعترف القائمون على الدراسة بأن المترشحين يواجهون صعوبة في اللغة الفرنسية فلم يستطع سوى 61,38 منهم الحصول على المعدل. وأفرزت جوانب من التحقيق أن نسبة القبول في السنة الأولى من التعليم المتوسط عقب الدورة الأولى من امتحان نهاية الطور الابتدائي لدورة جوان الماضي، بلغت 10 ,90 بالمائة، وهي النسبة التي انخفضت عن دورة العام المنصرم بفارق 18, 5 بالمائة، حيث كانت نسب القبول من 2001 إلى 2006 محصورة بين 76 إلى 79 بالمائة فقط، فيما أخذت ترتفع بداية من 2007 من 80 إلى 95 بالمائة. كما بينت أرقام نسب النجاح أن 4 ولايات لم تحقق 50 بالمائة وولايتين في حدود 50 بالمائة و6 ولايات أقل من 70 بالمائة و24 ولاية أقل من 80 بالمائة و13 ولاية أقل من 90 بالمائة وولاية واحدة هي العاصمة بأكثر من 90 بالمائة. وفي صفحة من نتائج التحقيق تحت عنوان ''ترتيبات ونتائج''، أرجعت وزارة التربية التحسن في امتحان نهاية المرحلة الابتدائية لدورة جوان من السنة الجارية، إلى تخصيص 10 مراكز تجميع واستقبال أوراق الامتحان المجمعة من الولايات، للحيلولة دون تسريبها والحفاظ على الطابع السري لعملية التصحيح وتوفير تكفل بيداغوجي وسيكولوجي للتلاميذ في الدورة الثانية للامتحان، من خلال حصص تدعيمية ''علاجية'' على مدى الأسبوع من 17 إلى 25 جوان الماضي. وبالنسبة لتحليلات نتائج امتحان نهاية طور التعليم المتوسط، فسجلت الدراسة تطورا شمل ال17 سنة الأخيرة لإعطاء مقارنة دقيقة ومفصلة بالأرقام والمنحنيات البيانية بدورة جوان، حيث تقدم الامتحان الأخير ب86, 1 نقطة عن السنة الماضية بنسبة نجاح قدرت ب28, 70 بالمائة. والملفت للانتباه في النتائج المصنفة، حسب الولايات للسنة الدراسية المنصرمة، أن الولايات الجنوبية ما تزال الأضعف بنسب لا تتعدى 50 بالمائة، فولاية إليزي حققت 11 ,37 بالمائة، تمنراست ب04, 47 بالمائة وأدرار 99, 46 بالمائة. كما نبهت الدراسة إلى وجود خلل كبير وعجز فادح في نتائج مادتي الفرنسية والإنجليزية، ففي اللغة الفرنسية يشير منحى بياني عن توزيع النقاط المحصل عليها، إلى أن نسبة العلامات الكبيرة لا تتعدى 4 إلى 5 من 20 عند أكثر من 80 ألف تلميذ، فيما يمثل التلاميذ التي يتحصلون على المعدل نصف العدد الأول، أي 40 ألف تلميذ، بينما العلامات من 14 إلى 18 من عشرين فلا تتجاوز 20 ألف تلميذ على المستوى الوطني، كما سجل تقهقر مقارنة بامتحان السنة الماضية فانخفضت من 84 ,41 بالمائة إلى 42 ,36 بالمائة، وهو مؤشر خطير، على اعتبار أن هذه النسبة لم يظهر عليها تطور منذ سنة 2004 سوى عامي 2006 و2011، حيث كانت النسبة 41 بالمائة. ولا يختلف الوضع بالنسبة للغة الإنجليزية، فتشير الأرقام إلى أن العلامات المحصل عليها بمعدل كبير، محدودة بين 4 إلى 5 من عشرين، يتحصل عليها ما يفوق 90 ألف تلميذ، أما من يتجاوزون المعدل فعددهم لا يتجاوز 40 ألف تلميذ، وتطورها هي الأخرى لم يحقق نتائج مرضية منذ 2004، حيث بدأت العلامات في الانخفاض منذ بداية تطبيق الإصلاح التربوي، فالسنة الأولى في 2007 تقلصت النسبة إلى 50,18 وهي مصنّفة في الخانة الحمراء، بعدما كانت في السنة التي قبلها 63 ,49 بالمائة. وخلصت الدراسة إلى تحديد الأسباب التي كانت وراء رسوب التلاميذ، فبلغ عدد الولايات التي احتلت المراتب الأخيرة 12 ولاية هي خنشلة، بشار، تندوف، أدرار، تمنراست، ورفلة، الوادي، غرداية، الأغواط، الجلفة، البويرة والمسيلة، كان سببها مواد الرياضيات والفيزياء والإنجليزية والفرنسية والفلسفة. أما في امتحان التعليم المتوسط، فسُجل ضعف في 6 ولايات أيضا جنوبية هي إليزي، تندوف، تمنراست، أدرار، ورفلة والوادي، بينما سجل ضعف في امتحان الخامسة ابتدائي في اللغة العربية ب7 ولايات بمعدل أكثر من 5 من 10، والرياضيات في 6 ولايات بمعدل أكثر من 5 من .10