فتح الحريق الذي شهدته إقامة نحاس نبيل بقسنطينة، أول أمس، وقبله الانفجار الذي شهدته إقامة بختي عبد المجيد بتلمسان يوم 25 ماي المنصرم والذي خلف 8 قتلى وسط الطلبة، جدلا واسعا وسط التنظيمات الطلابية التي تؤكد أن ما وقع من أحداث سيتكرر حتما في إقامات جامعية أخرى، بالنظر إلى ما تعيشه هذه الأحياء من مشاكل ونقائص يدفع ثمنها الطلبة. صرح الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر، مصطفى نواسة، ل''الخبر''، أن ما حدث بإقامة نحاس بقسنطينة ليس ''استثناء'' إذا ما تم ربطها بالأوضاع المزرية التي تشهدها الإقامات الجامعية عبر الوطن والتي كانت في كثير من المرات سببا في اندلاع الاحتجاجات، وأضاف أن ''الوضع الحالي يدفعنا إلى عدم السكوت بالنظر إلى التراكمات المسجلة''. فبولاية تيارت، انتفض الطلبة ضد رداءة الوجبات الغذائية ونقص النقل بالإقامات الجامعية، ودخلوا، أمس، في احتجاجات مفتوحة. وكشف ذات المصدر عن غلق إقامة جامعية بالشلف بسبب انزلاق التربة، الأمر الذي دفع الطلبة إلى التنقل إلى إقامات مجاورة لتناول الوجبات، ونفس الوضع تعرفه إقامة دالي إبراهيم 1 بالعاصمة، حيث أصبح الطلبة يتنقلون إلى إقامة دالي إبراهيم 2 بعد غلق المطعم الجامعي، بالإضافة إلى ''الفوضى'' بجامعة البليدة والمدينة الجامعية بسعيدة. وتضاف لهذه المشاكل الاجتماعية، يقول نواسة، عراقيل بيداغوجية أخرى، على غرار ما تشهده جامعة تبسة وبالضبط بكلية الهندسة الميكانيكية، حيث صدرت تعليمة بإقصاء عدد من طلبة الماستر 1 على الرغم من أنهم أتموا إجراءات التسجيل ودرسوا شهرا كاملا وهذا دليل، حسبه، على وجود ''تخبط'' من قبل رؤساء الجامعات في تطبيق هذا النظام. في المقابل، أعرب الأمين العام للاتحاد العام للطلبة الجزائريين، منذر بودن، عن أسفه لما حدث بإقامة قسنطينة وحمّل الطرفين مسؤولية ما وقع. فالطلبة، حسب بودن، كان ينبغي عليهم الالتزام بتعليمات القانون الداخلي للإقامات، بمنع إدخال المسخنات التي تشكل خطرا كبيرا على نزلاء الأحياء الجامعية ككل، سواء بإمكانية إحداث حرائق أو حتى التعرض إلى صعقات كهربائية، مع العلم أن استعمال هذا النوع من التدفئة يتسبب في الانقطاع الدوري للتيار الكهربائي بسبب الضغط المسجل على الطاقة الكهربائة. أما مسؤولو الإقامة وبعض الإقامات الأخرى المرشحة هي الأخرى لتسجيل حوادث مماثلة، فيعاب عليهم، حسبه، تماطل العمال في مراقبة الغرف التي تنعدم فيها التدفئة، كما أن هناك بعض الإقامات تعرف تأخرا فادحا في ربط كل الغرف بالأجهزة المركزية للتدفئة أو الكهرباء، كما سجل ممثل ذات التنظيم أن معظم الحوادث المماثلة لإقامة قسنطينة، تأتي عادة بسبب تحضير قهوة الصباح أو الليل التي يحتاجها الطلبة أثناء المراجعة وهنا طالب الديوان بإيجاد صيغة تعاقد مع الخواص حول آلات صنع القهوة للقضاء نهائيا على هذا المشكل. عراقيل من هذا النوع، تجرنا إلى الحديث عن أشغال الترميم التي تشهدها عدة إقامات، بسبب قدمها وهي لوحدها حالة خاصة نظير الحوادث المنجرة عنها. فإقامة نحاس نبيل تعد أقدم إقامة على مستوى الشرق، وسبق أن طالب ديوان الخدمات الجامعية بغلقها لإخضاعها للترميم، إلا أن هذا القرار عارضته المصالح الولائية بسبب الاحتجاجات التي قام بها طلبة الطب والعلوم الإسلامية المقيمون بها بسبب وجودها في وسط مدينة قسنطينة، مع العلم أنه سيتم غلقها بداية من الموسم المقبل، بالإضافة إلى إقامتي منتوري و8 ماي 1945، وهو المشكل الذي تواجهه عدة إقامات تأخر فيها الترميم، بسبب قانون الصفقات العمومية الذي يحتاج لمرونة أكثر لانطلاق الأشغال في فترة وجيزة، بعد الموافقة على تسليم الميزانية العامة لذلك.