أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية معارضة صريحة لخطة التدخل العسكري في شمال مالي، ووصفتها ب''الهراء والحماقة''. وتزامن ذلك مع إعلان قيادة الجيش المالي عن رفضها لأي تواجد عسكري أجنبي فوق الأراضي المالية. وصفت مندوبة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الأممالمتحدة، سوزان رايس، الخطة العسكرية التي اقترحتها مجموعة دول غرب إفريقيا التي تقف وراءها فرنسا للتدخل العسكري في مالي، ب''الهراء''، وقالت رايس، السبت الماضي، خلال اجتماع مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لمناقشة مضمون الخطة ''إنها حماقة''. ونقلت المجلة الأمريكية المتخصصة ''سياسة خارجية''، عن رايس أن ''المنظمة الدولية يجب أن تحرص على معالجة الأزمة في مالي دون التسبب في زعزعة منطقة الساحل كلها''. وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن إن ''فرنسا وزعت مشروع قرار لموافقة مجلس الأمن على تدخل عسكري في شمال مالي، لكن الولاياتالمتحدة ردت باقتراح لتقسيم هذه العملية إلى مهمتين يقوم مجلس الأمن بتفويض كل منهما على حدى، تتعلق الأولى بتدريب الجيش المالي ومتابعة عملية الحوار السياسي، قبل أي تفويض بتدخل عسكري دولي لاستعادة شمال مالي من المتطرفين''. ويعكس موقف رايس الشكوك الأمريكية حول قدرة الجيش المالي، حتى في حال حصل على دعم قوة إفريقية بقوام 3300 عنصر من 15 بلدا في غرب إفريقيا، على إنهاء الأزمة في شمال مالي وطرد المجموعات المسلحة، خاصة في ظل البيئة المفتوحة في الصحراء وقلة خبرة الجيش المالي والقوة العسكرية الإفريقية في محاربة الإرهاب. واعتبر مراقبون أن صراحة الموقف الذي عبّرت عنه سوزان رايس، شكلت انتكاسة لجهود طويلة من فرنسا ودول غرب إفريقيا للحصول على تفويض من مجلس الأمن لإنشاء قوة إقليمية للتدخل في مالي، كما تظهر حالة الخلاف الحاد بين فرنساوالولاياتالمتحدة بشأن آليات معالجة الأزمة في شمال مالي الذي تسيطر عليه أربعة تنظيمات مسلحة منذ نهاية شهر مارس الماضي. وبات الخلاف بين واشنطن وباريس بشأن التعاطي مع الأزمة في مالي يثير مزيدا من الجدل داخل أروقة الأممالمتحدة ومجلس الأمن، الذي فشل في تغطية الاختلافات في وجهات النظر بين فرنساوالولاياتالمتحدة حول أزمة مالي، وتسبب ذلك في تأجيل إصدار قرار حول خطة التدخل العسكري منذ العاشر ديسمبر الجاري، بسبب تحفظ أمريكي يدعم الموقف الجزائري الذي يفضل منح مزيد من الوقت لخيار الحوار السياسي بين الحكومة المركزية في مالي وحركة أنصار الدين وحركة تحرير الأزواد، التي بدأت في الجزائر وواغادوغو قبل أسبوعين. وتتزامن هذه التطورات مع إعلان قيادة الجيش المالي رفضها لأي تواجد عسكري فوق الأراضي المالية، حيث يسعى قائد الانقلابيين في مالي، العقيد سانوغو، إلى دفع الجيش المالي إلى تطهير الشمال من المسلحين دون الحاجة إلى القوة الإفريقية. وفي سياق آخر صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، على لائحة ''إجراءات للتخلص من الإرهاب الدولي'' تدعو فيها البلدان الأعضاء إلى عدم تمويل أو دعم النشاطات الإرهابية، وتدعو اللائحة، التي كانت الجزائر قد قدمتها قبل سنتين، الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلى عدم تمويل الإرهاب أو تقديم فديات وتنازلات سياسية في قضايا الاختطاف التي تمارسها المجموعات الإرهابية، وخاصة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة الساحل.