أمرت نيابة الجمهورية بمحكمة الحجار، بتشريح جثتي المعلم ومحافظ الشرطة، قبل تشييع جنازتهما التي تمت، مساء أمس، في جوّ مهيب، حيث دفن المعلم ''حمزة كمال''، 48 سنة، بمقبرة الدندان ببلدية شبيطة مختار في الطارف، بعد أن أقيمت عليه صلاة الجنازة بمسجد قرية الكرمة، حضرها مدير التربية وعدد من إطارات القطاع وزملاؤه في المهنة. موازاة مع ذلك، شيّع إطارات الأمن الولائي وأمن دائرة الحجار، جنازة محافظ الشرطة ''الساسي. ب''، 56 سنة، إلى مقبرة قرية الكرمة. وذكر شهود عيان أن آثار الفاجعة كانت بادية على وجوه المشيّعين من الطرفين، وأن الحاضرين كانوا يتبادلون الهمسات حول أسباب الجريمة وإمكانية حدوث مناوشات بين الطرفين، خاصة بعد قيام ابن المعلم في اليوم الأول للجريمة بالتنقل إلى المدرسة، في حالة هستيرية باحثا عن المعلمة التي كانت سببا في وقوع هذه الجريمة المأساوية، غير أن إطارات التربية الذين كانوا متواجدين في المؤسسة التربوية حينها، حاولوا تهدئته والتخفيف من روعه. وأشار هؤلاء الشهود إلى أن أقرباء الضحيتين تنقلوا، في الوقت ذاته، في شكل مجموعات إلى مصلحة استعجالات مستشفى الحجار، غير أن الحضور المكثف لرجال الأمن حال دون وقوع أي انزلاق. حوادث مشابهة وعرفت ولاية عنابة، خلال السنوات الأخيرة، العديد من حوادث إطلاق النار من طرف أعوان وإطارات الشرطة، راح ضحيتها مدنيون وزملاء المهنة، آخرها الحادث المأساوي، الذي وقع أول أمس الأحد، بقرية الكرمة ببلدية الحجار، حيث أقدم محافظ شرطة يشتغل كنائب رئيس مصلحة الاتصالات بأمن عنابة، على قتل معلم، رميا بالرصاص، أمام مرأى العشرات من التلاميذ والمعلمين عند مدخل مدرسة ''لخضر صابري''. وتذكرنا هذه الحادثة بوقوع حوادث مماثلة، من أخطرها إقدام شرطي يقيم بحي سيدي سالم الشعبي، الذي يقضي فترة عقوبة 20 سنة سجنا، على قتل 3 أشخاص من جيرانه، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، خلال رمضان 2011، بسبب خلاف حول استعمال غير قانوني لجيرانه لخطه الهاتفي، ما جعله يدخل في مناوشات حادة، تطورت إلى إشهار المعني مسدسه صوب الضحايا الذين لاحقهم في شوارع الحي، وقام بإطلاق النار باتجاههم الواحد تلو الآخر. كما عرفت الولاية، في 18 أفريل 2011، إقدام شرطي على قتل فتاة جامعية وإصابة زميله الشرطي، كانا برفقته على متن سيارة من نوع ''تويوتا ياريس'' بحي أول ماي، قبل أن يقدم على وضع حدا لحياته إثر إطلاقه النار على نفسه. وقد توفي الشرطي المنتحر البالغ من العمر 25 سنة والفتاة الجامعية البالغة من العمر 24 سنة متأثرين بجروحهما، في حين توفي الشرطى الآخر الذي خضع للعناية الطبية المركزة بالمستشفى الجامعي ابن رشد، بعدما فشلت العملية الجراحية التي أجريت له على مستوى الرأس. وذكرت المصادر آنذاك، أن الشرطيين البالغين من العمر 25 و31 سنة، يعملان بأمن ولاية قسنطينة وينحدران من ولاية سطيف، كانا عائدين رفقة الفتاة الجامعية إلى مدينة قسنطينة بعد قضائهم سهرة ليلية بأحد ملاهي مدينة عنابة. أما الحادثة الثالثة، فتتمثل في إقدام شرطية تعمل بأمن عنابة، في سنة ,2011 على قتل عون أمن يشتغل كحارس بالوكالة المحلية للتشغيل بحي بوحديد، رميا بالرصاص من مسدسها، لتقوم بعدها شرطية بزي رسمي بتوجيه طلقة نارية صوب رأسها، ما تسبب لها في نزيف حاد أدخلها مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة، حيث أجريت لها عملية جراحية مستعصية من إجل إنقاذها، توفيت بعدها. وحسب شهود عيان، فقد أطلقت الشرطية النار على الشاب بسبب شجار لفظي حاد تطور فيما بعد إلى شجار عنيف، وصل إلى حد إشهار الشرطية التي تبلغ من العمر حوالي 25 سنة مسدسها وشرعت في إطلاق النار صوب الضحية. وقد وقعت هذه الحادثة بعد فترة من قيام زميلة لها بأمن عنابة، تقبع حاليا في السجن، بإطلاق النار عشوائيا على غريمها وأفراد عائلته، جراء خلافات وقعت بينهما، ما جعلها تقتحم منزله القريب من مقر محكمة عنابة، وتتسبب في إصابة شرطي آخر و4 أشخاص من أفراد عائلة غريمها بإصابات بليغة، لم تسلم منها عاملة النظافة بالعمارة.