اتّقِ اللّه في كلامك، فإنّ عليك رقيبًا عتيدًا {مَّا يَلفَظُ مِن قول إلاّ لدَيْهِ رقيبٌ عَتيدٌ}، فلسانُك قلَمُك، وريقك مداده، و''كلّ كلام ابن آدم عليه لا له، إلاّ أمرًا بمعروف أو نهيًا عن منكر أو ذِكرًا لله تعالى''. فلا تنطق إلاّ بما تحبّ أن تراه يوم القيامة في صحيفة حسناتك ثوابًا، وعوّد لسانك النُّطق بالخير والدلالة على الخير، والتّواصي بالحقّ والتّواصي بالصّبر. علّم محبّة اللّه، ودلّ على اللّه، وذكِّر بالله، وأرشد إلى دين اللّه، وفقّه بكتاب اللّه، ووَجِّه إلى مخافة اللّه، وَأْمُر بالمعروف وانْهَ عن المنكر، واقرأ القرآن بالتَّفكُّر، وانشُر السُّنَّة بالعمل، وأكْثِر من الأذكار والأوراد وتلاوة القرآن، واتّخِذ الإرشاد ديدنك، والتّذكير بلقاء اللّه دينك، ولا تقْصُر تعليمك على الآخرة فقط فهو نقص في التعليم، بل علِّم الدنيا والكسب فيها، والتّبكير للعَمل فيها، وكيفية استخدامها لدين اللّه لتجمَع بتعليمك قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ''ليس بخيركم مَن ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه حتّى يصيب منهما جميعًا، فإنّ الدّنيا بلاغ إلى الآخرة، ولا تكونوا كلاً على النّاس''. واعلم أنّ لأهلك وجوارك والنّاس أجمعين حقوقًا عليك بتعليمهم وتوجيههم، فإن قصَّرت فسوف يسألونَك يوم القيامة بين يدي اللّه {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللّه بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.