تحدّث وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بو عبد الله غلام الله، عن غزو فكري يتلقّاه الجزائري من كلّ جانب، ما يستوجب حلول ناجعة تخرج الأمّة ممّا أسماه ''بلبلة تهدّد المجتمع تروّج لها وسائل إعلام وشخصيات جزائرية ومذاهب باتت تتشكّل كالفقاعات''. أراد الوزير، وهو يفتتح، أمس، الملتقى الدولي الأول حول ''الاجتهاد والتجديد'' في حياة الشيخ محمد العربي التباني بدار الثقافة بسطيف، بعث المرجعيات الوطنية والاهتمام بالتراث ومنه استعادة المنهج الصحيح، وهو ما يحقّق أمنا روحيا ضدّ الفكر البائس التي يتراكم في العقول وفي الأذهان، بسبب طوائف تحمل أفكارا وتمرّرها بكل الوسائل، وبمشاركة حتى شخصيات جزائرية تستعين بالأجانب لتمرير مرادها. ودعا الوزير للتجديد دون الخروج عن السنّة والتقليل من أهمّية ما توصّل إليه الأوائل، مؤكّدا على الاهتمام بالتراث، من خلال تسليط الضوء على علماء الأمّة الأجلاء. وقال بأن أول الغيث دراسة حياة الشيخ العربي التباني وبعده سيسلّط الضوء على مشايخ آخرين لا يعرفهم الكثير من شبابنا، وكلّ هذا من أجل إحياء المراجع الوطنية التي غُيّبت لسنوات طويلة جدا، وما نتج عن ذلك من فراغ ساهم بدوره في جعل شبابنا يرتبط بمراجع أخرى أجنبية، والتي لا تفقه في خصوصية الجزائر شيئا. وذكّر غلام الله الجميع بأننا أمام مشكلة اهتزاز في وعينا، وبكم المشاكل الحالية التي يواجهها الشباب في الجامعات والأحياء الجامعية وغيرها، موجّها دعوة إلى الشباب، والطالب الجامعي على وجه التحديد، قائلا: ''على الشباب الصاعد والجامعي أن يحرّرنا من هذه الأفكار البائسة التي تتراكم في عقولنا وأذهاننا، بسبب طوائف تحمل أفكارا ثمّ تنقلها إلينا دون تمحيص''، مركّزا على ضرورة العمل الجاد من أجل استعادة الذاكرة الوطنية الحبلى بعلماء الجزائر الذين أضافوا الجديد للتراث، وستبحث، حسبه، سلسلة ملتقيات التجديد في مواطن التجديد عند علماء هذا البلد.