كيف تلقيتم خبر وفاة الأسير عرفات جرادات، خاصة في ظل تضارب الأنباء حول حقيقة وفاته؟ إن استشهاد المناضل الشاب جرادات رسالة تكشف عن حجم التعذيب القاسي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلية، لينضم إلى كوكبة طويلة من الشهداء الأبطال الذين دخلوا السجون الإسرائيلية، في ظروف صحية قاسية. وهي جريمة خطيرة تستلزم معاقبة مرتكبيها. والجامعة العربية تدين، بشدة، هذه الجريمة البشعة التي أثارت غضب الأسرى والشعب الفلسطيني والأمة. ويستوجب محاسبتهم بتهمة القتل مع سبق الإصرار والتعمد، لأن إسرائيل دولة لا تحترم القانون الدولي ولا مبادئ حقوق الإنسان، وهي دولة شاذة وخارجة على القانون، بدعم أمريكي، لأنها أضعف من أن تقاوم أي ضغط دولي، دون الحماية والرعاية المتوفرة لها. والحديث عن وفاة الشهيد جرادات إثر أزمة قلبية مجرد أكذوبات أطلقتها السلطات الإسرائيلية، لتبرئة نفسها من الجرائم البشعة والانتهاكات الوحشية الممارسة في حق أسرانا، ونحمّلها مسؤولية جريمة قتل الأسير عرفات جرادات. وما تعليقك على إعلان أزيد من 3 آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية دخولهم في إضراب عن الطعام، احتجاجا على مقتل جرادات؟ هذا الإضراب لن يكون الأول من نوعه ولا الأخير، طالما هناك عنصرية يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا. لكن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله بكل طبقاته، من منظمات وأحزاب وهيئات، في مقارعة الاحتلال. وهذه الرسالة موجهة إلى أمتنا الإسلامية، لتتحرك في كل مكان لنصرة الأسرى ورفع الظلم وإنهاء الاحتلال عن أراضينا الفلسطينية. وسيبقى جرادات شعلة لطريق الحرية والاستقلال، لأن الشعب الفلسطيني سيتمكن من دحر الاستعمار والاحتلال الإسرائيلي، بشهدائه وأسراه، وسيحقق الاستقلال والحرية، مثلما حققته شعوب كثيرة، وفي مقدمتها الجزائر البطلة والفيتنام وجنوب إفريقيا، التي ناضلت ضد العنصرية. وما تقوم به إسرائيل اليوم أشد بكثير مما عاشته هذه الدول. ولو نظر العالم إلى الجرائم التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال والأجهزة الأمنية، ضد الشعب الفلسطيني وعلى أرضه ومقدساته وأبنائه، لوجدناها على مدار الساعة. هل تعتقدون أن زيارة أوباما المرتقبة لمنطقة الشرق الأوسط وفلسطين ستكون إيجابية للأسرى، خاصة أنهم سيشرعون بخطوات احتجاجية تدريجية ابتداء من الأحد المقبل؟ لا نريد أن تكون زيارة الرئيس الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط، بعد نجاحه في الانتخابات لولاية ثانية، كما كانت في الماضي. ولا يمكن أن نقبل أن تكون إسرائيل دولة خارجة فوق القانون بدعم أمريكي. وعليه ندعو إدارة أوباما إلى التدارك وإعادة النظر في موقفه حيال القضية الفلسطينية، خاصة مع استمرار دعمه للسلطات الإسرائيلية. وأن تعود الولاياتالمتحدة إلى طريق الحق وطريق القانون الدولي في التعامل مع هذه القضية، في ظل العنصرية البشعة التي تمارسها قوات الاحتلال والتعذيب الممنهج في حق شعبنا. وتصعيد الأسرى المضربين هو رسالة للرئيس الأمريكي، لعله يعي ما يتعرض له أسرانا من انتهاكات في السجون الإسرائيلية.