أدان الدكتور كمال زاخر، المفكر السياسي ومنسق التيار العلماني القبطي، التعذيب الذي تعرض له الأقباط المصريون والهجوم على الكنيسة القبطية في ليبيا، مهددا بتدويل القضية في حال عدم تدخل السلطات المصرية ورد الاعتبار لهم. وأعرب الدكتور زاخر عن استيائه من الاضطهاد والاعتداء المستمر الذي يتعرض له الأقباط في المنطقة، لافتا إلى أن جزءا من ذلك راجع إلى حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها المنطقة كاملة، فيما سمي خطأ بالربيع العربي وإنما هو الخريف العربي بتقلبات وجهه الحزين والكئيب، فأنجبت شعوبا قليلة ومتطرفة وتدعي الإسلام، حسبه، مضيفا ''هذه الجماعات المتأسلمة تريد أن تحمل رسائل للغرب وبالتحديد للولايات المتحدةالأمريكية، باعتبار أن المسيحيين رهينة لدى النظم الحاكمة''. واستنكر المفكر القبطي صمت الإدارة المصرية إزاء الاعتداء الذي تعرض له الأقباط المصريون في ليبيا، قائلا في تصريح خص به ''الخبر'': ''هناك خلل كبير وفادح في النظام المصري، والدليل عدم تدخله لحماية الأقباط المصريين، باعتبارهم مواطنين مصريين بالأساس، وكان يجدر به توفير مظلة الحماية لهم، وللأسف لم يهتم بهم سوى بعض الأحزاب، ونأمل أن يتدارك النظام الحاكم الوضع وتداعيات القضية، وإلا سنلجأ إلى المنظمات الحقوقية للدفاع عنهم وتدويل القضية، لأن السكوت عن ذلك، قد يؤدي حتما إلى الاحتراب الأهلي، لأن القوى التي دانت لها السلطة في كل الدول العربية التي عاشت ثورات الربيع العربي، لا تهتم سوى بمصالحها ونشر دولة الخلافة للبقاء على هرم السلطة''. وفي سؤال حول مدى تخوفهم من إقامة دولة الخلافة التي تحدث عنها المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، يجيب المتحدث ''مشروع الخلافة الإسلامية تجاوزه الزمن، وعليهم أن يقرأوا التاريخ جيدا، لأن ذلك ليس في صالحنا، وأؤكد أننا كأقباط لسنا متخوفين من دولة الخلافة، لأننا عشناها منذ ما يقرب من 15 قرنا، فحديثهم عن دولة الخلافة فزاعة لأنهم لا يعرفون عنها، وأسألهم أي خلافة تقصدون؟، وأحذرهم من حالة التفكك التي تتعرض لها مصر''. وفي تعليقه على اتهام الليبيين للأقباط المصريين بمحاولة نشر التبشير بالمنطقة، يقول محدثنا ''لو كان هذا الكلام صحيحا لما لجأوا إلى التعذيب والقتل، لأن التبشير جريمة يعاقب عليها في الدول المحترمة في ساحات المحاكم والعدل، وتبرير الحكومة الليبية بأن من يقوم بالتعذيب جماعات خارجة عن القانون عذر أقبح من ذنب، وللأسف بعض النظم الحالية تعمل على حماية الإسلام بمصادرة المسيحية، وهذا كلام خارج عن التاريخ، نتيجة التراجع الثقافي الذي تعيشه المنطقة''.