حفظ البطن وضبطه من أهم المهمّات، وذلك بكفِّه عن الحرام والشّبهات، ثمّ عن فضول الشّهوات، وعن الشّبع من الحلال. التّوسُّع في الشّهوات والإكثار من الشّبع مكروه، وفيه آفات كثيرة ومضرّات عديدة منها: قسوةُ القلب، وكسلُ الأعضاء عن الطّاعة، وقلّة نشاطها للعبادة، وقلّة الفهم للعلم والحكمة، وقلّة الرّحمة والشّفقة على ضَعفة المسلمين وأهل الحاجة منهم، ويخشى من ذلك- أعني الاتساع في أكل الشّهوات وكثرة الشّبع- الوُقوع في اقتحام الشّبهات بل والمحرّمات. قال حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه اللّه تعالى: الشّبع من الحلال أصل كلّ شرٍّ، فكيف من الحرام. وقد قال عليه الصّلاة والسّلام: ''ما ملأ ابنُ آدم وعاءُ شرًّا من بطنه، حسْبُ ابن آدمَ لُقيمات يقمن صُلبه، فإن كان لا محالة فثُلثٌ لطعامه، وثُلث لشرابِه، وثلث لنفسه''، أخرجه الترمذي وأحمد، من حديث مقدام بن معدي كرب، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''أطول النّاس شَبعًا في الدّنيا أطولهم جُوعًا في الآخرة''، أخرجه الحاكم من حديث سلمان رضي اللّه عنه. الإمام عبد اللّه بن علوي الحدّاد الحسني