من هو الأقرب لخلافة هوغو تشافيز في انتخابات الرئاسة الفنزويلية؟ بحسب استطلاعات الرأي العام الفنزويلي، فإن نيكولاس مادورو (المرشح الذي اختاره تشافيز ليكون وريثه السياسي) الأقرب إلى كرسي الرئاسة، وظهر ذلك جليا في الجنازة التاريخية الكاسحة للرئيس الراحل هوغو تشافيز، فأغلبية الشعب الفنزويلي فقيرة رغم الثروة النفطية التي تسيطر عليها كارتلات رجال الأعمال، ولكن بعد أن جاء تشافيز جعل هذه الثروة النفطية لصالح الفقراء، ورغم أنه لا يمكنني التنبؤ بالمرشح الفائز في هذه الانتخابات، إلا أنني أميل إلى أن المرشح التشافيزي سيكون الأوفر حظا للفوز بها. ماذا عن المرشح الليبرالي، ما هي أوراقه القوية التي سيلعبها للفوز بهذه الانتخابات؟ لا يمكن استبعاد أي شيء، فالولاياتالمتحدةالأمريكية ستلقي بثقلها المالي والدبلوماسي والاستخباراتي لمنع المرشح التشافيزي من الفوز بهذه الانتخابات، لأن واشنطن تنظر إلى أمريكا اللاتينية على أنها حديقتها الخلفية، وأكثر من ذلك ففنزويلا تملك ثروة النفط، وهذا ما يهم الولاياتالمتحدةالأمريكية بالدرجة الأولى، لذلك ستسعى بكل ما تملك من أموال ونفوذ لدعم المرشح الليبرالي في هذه المعركة الحاسمة بين من يملكون المال وبين المرشح التشافيزي (مادورو)، ولحسن الحظ فإن تشافيز أرسى مدرسة علاقات مع الشعب والذي رغم فقره لن ينساق وراء الرشاوى التي ستعرض عليه من أجل التصويت لصالح مرشح أمريكا. هل سيحتفظ مادورو بنفس السياسة التي كانت في عهد تشافيز خاصة تجاه أمريكا وقضايا الشرق الأوسط في حالة فوزه بالرئاسيات؟ حتما لا يمكن لمادورو أن يحيد عن السياسة التي اتبعها تشافيز، خاصة وأنه آمن بأفكاره، وإلا فإنه سيتعرض لهجومين، الأول من أنصار تشافيز والثاني من الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها والتي لا تثق به، لذلك سيتابع مادورو نفس المسيرة التي قادها تشافيز الذي حاربته الولاياتالمتحدة على جميع الأصعدة. يقال عن مادورو إن لديه علاقات طيبة مع يهود فنزويلا، فهل سيؤثر ذلك على علاقات كاركاس مع إسرائيل؟ تشافيز كان أكثر حدة ضد إسرائيل، لكن ربما الرئيس القادم سيكون أكثر مرونة في التعامل مع إسرائيل، لكن مادورو إن وصل إلى الرئاسة لا يمكنه أن ينقلب 180 درجة ويصبح حليفا لإسرائيل، ولكن إذا فاز مرشح أمريكا (هنريكي كابريليس) فستلعب إسرائيل وتمرح مثلما تفعل في عدة دول في أمريكا اللاتينية.