الحقت الاضطرابات الاجتماعية المتتالية في تونس خسائر جسيمة بقطاع انتاج الفوسفاط قدرت بنحو 290 ر1 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من 2011 الى 2012 وفق احصائيات رسمية. وابرز السيد نجيب مرابط المدير العام المساعد لشركة "فوسفات قفصة" في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء ان خسائر انتاج الفوسفاط في الحوض المنجمي لولاية قفصة بلغت خلال 2011 -2012 - زهاء 2 مليار دينار تونسي اي ما يعادل 290 ر1 مليار دولار جراء تراجع الانتاج بسبب الاضرابات عن العمل والاعتصامات مما" عطل " وحدات ومنشآت ومناجم هذه المؤسسة . ولفت المصدر ذاته الى ان الشركة المختصة في استخراج وغسل وتصدير مادة الفوسفاط " لم تتجاوز" خلال الثلاثي الاول من العام الحالي نسبة 20 بالمائة من إجمالي طاقتها الإنتاجية. ومعلوم ان منطقة الحوض المنجمي بولاية قفصة عرفت اضطرابات اجتماعية متتالية خلال السنتين الفارطتين مماادى الى تراجع الطاقة الانتاجية للفوسفاط كماانعكس ذلك بشكل سلبي على عمليات تحويل الفوسفاط الى أسمدة . واكد المسؤول في شركة " فوسفاط قفصة" ان تراجع إلانتاج بلغ نسبة 70 بالمائة خلال العامين الماضيين بالمقارنة مع النتائج المسجلة في عام 2010 مما "اجبر" المؤسسة على " اللجوء " لمخزونها الإستراتيجي " لتلبية "حاجيات زبائنها في الداخل والخارج وهو ما ادى الى " إنخفاض هام " في حجم المخزون ليصل إلى 3 ملايين طن مقابل 8 ملايين طن في عام 2010. وتجدر الاشارة الى ان تونس تحتل المرتبة الخامسة من بين البلدان المصدرة للفوسفاط في العالم حيث استطاعت في سنة 2010 من تحقيق أرباح بلغت قيمتها (548.387 مليون دولار) كما يسهم قطاع المناجم والفوسفاط في تونس بنحو 9 بالمائة من إجمالي عائدات الصادرات التونسية . الا ان هذه المداخيل من العملة الصعبة تقلصت الى (129.032 مليون دولار) في عام 2011 جراء الانفلات الامني وتواصل الاضطرابات الاجتماعية منذ قيام "ثورة الياسمين " التي اطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 جانفي 2011.