تفقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس برفقة رئيس الحكومة الليبية علي زيدان مساء اليوم الأضرار التي لحقت بسفارة فرنسا في العاصمة الليبية طرابلس في أعقاب الانفجار القوى الذي أدى إلى تدمير 60 في المئة تقريباً من مبناها.واطمأن فابيوس وزيدان على العديد من العائلات الليبية والمنازل المحيطة بمقر السفارة وما نجم عن الإنفجار من أضرار.وتعرضت السفارة الفرنسية في ليبيا لهجوم بسيارة ملغومة، ما أدى إلى إصابةحارسين في أول هجوم من نوعه في العاصمة الليبية منذ حرب 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي.ووفقا لمحصلة أولى عن هذه الأضرار التي كشفت عنها مديرية أمن طرابلس فقد تضرر أكثر من 30 منزلا و30سيارة واقتلاع العديد من أبوابها ونوافذها إلى جانب شبكات الكهرباء والاتصالات ، والمياه والصرف الصحي .وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دان "بشدة" الاعتداء على السفارة، طالباً من السلطات الليبية "كشفكل ملابسات هذا العمل الذي لا يمكن السكوت عنه"، بحسب بيان صدر عن الرئاسة.وصرح هولاند أن "هذا العمل يستهدف، من خلال فرنسا، كل دول الأسرة الدولية التي تخوض حملة لمكافحة الإرهاب".كما دانفابيوس في بيان سبق زيارته طرابلس ب"أكبر قدر من الشدة" الاعتداء، مؤكداً أن "أجهزة الدولة سوف تسخّر كل الوسائل بالارتباط مع السلطات الليبية، لإلقاء الضوء كاملاً على ملابسات هذا العمل المشين، والتعرفعلىوجه السرعة إلى مرتكبيه".وتمنى "الشفاء للحارسين الفرنسيين".من جهته، دان وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز الاعتداء، الذي استهدف السفارة، معتبراً أنه "عمل إرهابي"، معرباً عن "أسفه وتضامنه معالحكومة الفرنسية، والشعب الفرنسي"، معلناً "تشكيل لجنة فرنسية - ليبية للتحقيق حول ملابسات الاعتداء".وقد رفض وزير الخارجية التعليق على دوافع أو منفذي الاعتداء، مشدداً على ضرورة "انتظار نتائج التحقيق".كمادان حزب "العدالة والبناء"، ذو التوجه الإسلامي في ليبيا، التفجير الذي استهدف السفارة الفرنسية بطرابلس، محملاً "الحكومة مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية في البلاد".وشدّد الحزب على "ضرورة الالتزامبحماية الرعايا الأجانب في ليبيا، داعياً الجهات الأمنية المختصة في البلاد إلى الإسراع بالكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة".وحمّل الحزب الحكومة ووزارة داخليتها "مسؤولية حماية السفارات والبعثات الدبلوماسيةفيليبيا"، مشيداً ب"دور فرنسا الفاعل في نصرة الشعب الليبي خلال ثورة 17 فبراير".وقال مسؤول فرنسي لرويترز إن "هجوماً وقع على السفارة، نعتقد أنها سيارة ملغومة"، مشيراً إلى "وقوع أضرار كثيرةوإصابة حارسين".أكد مسؤولون أمنيون أن السيارة التي استخدمت في التفجير حشيت بعبوات ناسفة داخل أنابيب وضعت تحت سيارة التي تم ركنها بالقرب من مبني السفارة وفرار سائقها في سيارة أخرى كانت فيانتظاره .وقد ادان البرلمان الليبي هذه العملية واصفا إياها بالعمل الإرهابي ، مؤكدا أن الجناة لن يفلتوا من قبضة العدالة وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيالهم، والتزام ليبيا بحماية مقرات السفارات والبعثاتالدبلوماسيةوالجاليات المقيمة فيها .يعد هذا الهجوم أول هجوم خطير من نوعه على سفارة أو بعثة أجنبية في العاصمة طرابلس.وكانت القنصليةالأميركية في مدينة بنغازي تعرضت لهجوم في أيلول/سبتمبر 2012 ما أدى إلى مقتل السفير الأميركي.