ضحاياه يفوقون 100 شخص وقيمة المبالغ المسروقة 20 مليارا انتهت صولات وجولات عصابة في فخ لم تكن تدري أنه سيكون نهاية لمسلسل نصبها واحتيالها على حسابات بريدية لحوالي 100 ضحية من 17 ولاية، عندما قام أحد أفرادها بتحويل مبلغ مالي لشريك له عبر حوالة بريدية. طالت عمليات النصب والاحتيال التي كان يقودها رجل مسن من ولاية الوادي، يبلغ من العمر 72 سنة، رفقة شريك له حائز على شهادة مهندس، حسابات بريدية لأكثر من 100 ضحية عبر 17 ولاية (منها بشكل أساسي بسكرة وبشار والأغواط وميلة وبجاية والعاصمة وتيزي وزو)، تستهدف بالأساس المقاولين والمجاهدين والأئمة، عن طريق تزوير صكوكهم البريدية وانتظار وقت دخول الأموال إلى حساباتهم، ليقوموا بسحبها قبل المعنيين. وأوضح المقدم ريكي محمد، قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالوادي، بأن المتورطين ينحدران من ولاية الوادي ولهما شركاء في ولايات عديدة، أوقف منهم 15 شخصا، فيما لايزال 9 آخرون مبحوث عنهم في ولاية بجاية، مشيرا إلى أن كل عملية سحب يتلقى عليها ذلك العجوز 10 بالمائة من قيمة الأموال التي سيتم سحبها. لكن الحصول على معلومات حول الضحايا عملية تتطلب تخطيطا محكما ودون لفت الانتباه، ولبلوغ غايته توصل العجوز إلى توريط موظفين في مكاتب بريدية ليزودوه بالمعلومات اللازمة عن الضحايا، مقابل 10 بالمائة من قيمة المال المسحوب. والمثير أن عناصر العصابة كانوا يقومون بتزوير الصك البريدي وبطاقة تعريف المعني بتقنية جد عالية، ومن يسحبونها من مكاتب البريد يكونون أشخاصا في سن متقدمة استغلالا ل''وقار وجوههم''، ويتم سحب الأموال من المناطق النائية في مختلف الولايات. وقد بلغت قيمة الأموال المسحوبة ما يفوق 20 مليار سنتيم، ويتم استغلالها في تبييض الأموال، حيث توصلت التحريات، بعد تسليم أحد عناصر العصابة لنفسه وهو مقاول، فيما لايزال المتورط الرئيسي في حالة فرار، إلى استعمال تلك الأموال في بناء مصنع للمسامير.