سلمت مديرة الأرشيف الأندونيسي لنظيرها الجزائري، أمس، وثائق وصورا نادرة حول مشاركة الجزائر، ممثلة في جبهة تحرير الوطني، في المؤتمر الآفرو - آسيوي بباندونغ (أندونيسيا) في 1955، والذي كان أول نصر دبلوماسي تحققه الثورة الجزائرية في مؤتمر بهذا الحجم. ووصف عبد المجيد شيخي، المدير العام للأرشيف الوطني، هذه الوثائق والصور بالثمينة لأنها ستنهي الخلافات بين المؤرخين حول من حضر مؤتمر باندونغ. وأظهرت هذه الصور كلا من المرحوم محمد الصديق بن يحيى ومحمد الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي لسوريا حاليا. بدوره سلم عبد المجيد شيخي، بمقر الأرشيف الوطني بالجزائر العاصمة، وثيقة تاريخية مهمة للأندونيسيين تمثلت في الخطاب الذي ألقاه رئيس جمعية استقلال أندونيسيا، زين حسن، في ملتقى بالقاهرة في 1947 بمناسبة الذكرى الثانية لمجازر 8 ماي 1945 والذي أشرف عليه الشاذلي المكي، أحد قادة الحركة الوطنية الجزائرية في المشرق. من جهتها، كشفت السيدة جينا حسني، رئيسة الأرشيف الأندونيسي في كلمتها بملتقى حول خمسين سنة من العلاقات الجزائرية - الأندونيسية، عن توقيع مذكرة تفاهم مع الأرشيف الجزائري في شهر سبتمبر المقبل بالعاصمة الأندونيسية جاكارتا، على هامش انعقاد مؤتمر آسيوي للأرشيف. وأضافت جيني حسني أن مذكرة التفاهم التي سيتم توقيعها ستضمن التكوين والتدريب وتنظيم المعارض المشتركة، وتبادل الوثائق الأرشيفية، ووعدت بتسليم الوثائق المحفوظة لدى الأرشيف الأندونيسي إلى الجزائر. من جانبه، دعا أول سفير للجزائر في أندونيسيا، العربي دماغ العتروس (1964 - 1970) السلطات الجزائرية إلى إعطاء الأولوية لعلاقاتها مع أندونيسيا باعتبار شعبها من أكثر الشعوب غير العربية عاطفة تجاه الجزائريين. وأضاف في سياق آخر أن نشطاء الحركة الوطنية الجزائرية كانوا يقرأون جريدة “مارديكا” التي تعني بالأندونيسية “الحرية”، والتي كان يرسلها لهم “الشاذلي المكي” بطبعتها الفرنسية، وكان قادة التحرر في الجزائر يضربون الأمثال بنضال الشعب الأندونيسي وغيره من الشعوب المناضلة من أجل التحرر. وأشار السفير العربي دماغ العتروس إلى أن حزب مشومي الإسلامي بقيادة محمد ناصر، الذي تمكن من الوصول إلى السلطة في أندونيسيا في الخمسينات، سعى إلى ترسيخ اللغة العربية في أوساط الشعب قبل الإطاحة به وإدخال قادته السجون.