ما الذي يمكن قوله حول المواد المضاعفة التجميد في الجزائر؟ نعلم جيدا أن المجتمع الجزائري بصدد تغيير عاداته الغذائية، وهو ما يرفع من احتمالات المرض المعروفة بأمراض العصر، وهي البدانة وارتفاع ضغط الدم والسكري والأمراض القلبية. وعلاوة على ذلك، فإن المواد المضاعفة التجميد تحتل حصص متزايدة في السوق الغذائية، ويجب معرفة أن التجميد المضاعف أو التجميد العادي يحفظ المواد لبعض الوقت، لكن بشرط احترام كل الطرق الصارمة لسلسلة التبريد، لأن هذه الطرق تحمي المواد الغذائية من تطور الميكروبات، ولا تقضي عليها تماما. وإذا تم احترام سلسلة التبريد جيدا يمكن حفظ المواد الغذائية عن طريقها لمدة أسابيع، وحتى عدة أشهر. وكيف يمكن ضمان استمرار دائم لسلسلة التبريد؟ إن ذلك يستوجب عدم انقطاع سلسلة التبريد عن هذه المواد، بداية من خروجها من المصنع إلى غاية وصولها إلى بائع التجزئة ثم المستهلك. فمن الضروري أن تخزّن المواد مضاعفة التجميد في مخازن خاصة توفر 30 درجة حرارة تحت الصفر، كما يتطلب أن يتم نقلها عبر شاحنات تبريد، قبل أن ترتب في مبردات المحلات التجارية توفر درجة حرارة تتراوح بين 15 و18 درجة تحت الصفر. وعند شرائها يستلزم وضعها في الثلاجات بأسرع وقت ممكن، تجنبا لارتفاع درجة حرارتها. وإذا لم يتم احترام هذه الخطوات سيعود نشاط الميكروبات إلى عملية إتلاف نوعية وجودة المواد الغذائية. عادة ما يلاحظ المستهلكون أن المواد المضاعفة التجميد التي يشترونها غير قالبة للاستهلاك، لماذا؟ ببساطة لأنه رغم التحذيرات يوجد دائما نقائص ومشاكل في سلسلة التبريد للمواد المضاعفة التجميد. هذه النقائص تنتج إما خلال التوزيع، وعلى وجه الخصوص في فصل الصيف عندما تترك هذه المواد في مبردات عادية، أو عند وضعها في رفوف المحلات غير المهيئة لذلك، وإما بسبب انقطاع الكهرباء أو خلال الفترة التي تفصل بين شرائها من المحلات ونقلها إلى المنزل قبل وضعها في المبردات. ما هي الاحتياطات الواجب أخذها عند شراء هذه المواد؟ من الأفضل شراء المواد الغذائية مضاعفة التجميد من محلات تعرض هذه المواد في تجهيزات تبريد مغلوقة وزجاجية. كما يجب التأكد أن درجة الحرارة التي يوفرها الجهاز تكون مقبولة، مع وجوب أن يكون التارمومتر لقياس الحرارة ظاهرا للزبائن، حتى يتمكنوا من التحقق من التبريد الضروري للمواد. كما يجب التدقيق في سلامة التعليب والتغليف لتلك المواد، على أن لا تكون عليها آثار الرطوبة أو الصقيع أو التمزق أو أي أثر مترتب عن الظروف الخارجية. كما يتطلب التحقق من المواد مضاعفة التجميد ذات الأحجام الصغيرة، مثل البزلاء، الواجب أن “تطقطق” عند تحرك العلبة، فإذا لم يحدث ذلك فإنها تعرضت لذوبان تجميدها ثم أعيد تجميدها من جديد، وفي هذه الحال ينصح بعدم شرائها. ومن المستحسن شراء المواد مضاعفة التجميد التي تحمل أطول تاريخ لصلاحية استهلاكها. كيف يجب التعامل مع المواد ذاتها منذ لحظة شرائها ونقلها إلى المنزل ثم استهلاكها؟ يستحسن أن يتم شراء المواد مضاعفة التجميد كآخر المشتريات عند التوجه إلى الأسواق، والإسراع في وضعها في أكياس تضمن حرارة ثابتة، والتوجه إلى المنزل في أقرب وقت ووضعها في ثلاجات التجميد. أما في حال غياب هذه الأخيرة، فإن وضع هذه المواد في الثلاجات العادية القديمة يدعو إلى استهلاكها في فترة لا يجب أن تتعدى 3 أيام، إذا كانت مرتبة في رفوف التمجيد في هذه التجهيزات، و24 ساعة إذا تم وضعها في رفوف التبريد العادي. ومن أجل استهلاك سليم لهذه المواد لا يجب إذابة التجميد عن المواد الغذائية مضاعفة التجميد عبر حرارة كبيرة، ومن الأفضل تركها في الثلاجات العادية بعد ثلاثة أيام ليزول عنها التجميد المضاعف، ثم استهلاكها. كما يمكن نزع التجميد عبر جهاز “الميكروأوند”. ما هي القيمة الغذائية للمواد مضاعفة التجميد؟ التجميد المضاعف لا يغير من القيمة الغذائية للمواد، على اعتبار أن مضاعفة التجميد لها القيمة الغذائية نفسها للمواد الطازجة، لكن هناك فيتامينات تتأثّر ميزاتها. ما هي هذه الفيتامينات؟ أغلب الفيتامينات يمكن الحفاظ عليها، على أساس أن التجميد المضاعف الصناعي يتم، عادة، على المواد الطازجة التي لم تفقد الوقت في عميلة التجميد، لكن هناك نوعان من الفيتامينات التي تتأثّر، ويتعلّق الأمر بفيتامين “أ” وفيتامين “س” التي يمكن أن تفقد 20 بالمائة من مميزاتها. وخلاصة لما سبق ذكره، ما هي الرسالة الموجهة للمستهلكين؟ إنه أمر بسيط. يجب قدر المستطاع استهلاك المواد الغذائية الطازجة، وعليه يستحسن استهلاك الخضر والفواكه الموسمية، وعند الضرورة القصوى التوجه إلى المواد المجمدة ومضاعفة التجميد. ولا يجب أن يصبح اللجوء إلى هذه الأخيرة عادة استهلاكية، في وقت لا تزال لادنا بعيدة عن التحكم في سلسلة التبريد.