اعتبر رئيس الحكومة الأسبق والمترشح للرئاسيات، أحمد بن بيتور، أن ظهور رئيس الجمهورية على شاشة التلفزيون، مساء أول أمس، “لا يعتبر بالأمر الكافي للإجابة عن التساؤلات التي تحدثت منذ أكثر من حوالي شهر ونصف عن الوضع الصحي الحقيقي لرئيس الدولة”. وقال بن بيتور، في هذا الصدد، إنه “ليس ضد شخص رئيس الجمهورية، وإنما كان من المفروض أن تقدّم كل المعلومات والتفاصيل الكافية في هذا الجانب”، نافيا، في حديثه ل«الخبر”، صحة ما يتداول حول وجود اتصالات سرية بينه وبين جنرالات في المؤسسة العسكرية، بوساطة ضباط سامين في الجيش تقاعدوا منذ سنوات قليلة. وقدّم بن بيتور، المترشح لرئاسيات 2014، برنامجه بشكل مختصر في محاضرة ألقاها بقاعة المركز الثقافي ببلدية عين التوتة، 35 كلم جنوبي ولاية باتنة، حيث وصف الدولة بأنها ضعيفة وذاهبة، بمرور الوقت، إلى دولة مميعة، مستندا، في كلامه، على 5 مؤشرات تحيط بالوضع الداخلي والخارجي، من أهمها الفساد المعمم وبداية الانطلاق لتأسيس مجتمع جاهل، مستدلا في هذه النقطة بما يحدث في شهادة البكالوريا، والمطالب التي تطرح هنا وهناك بغية تسهيل المهمة لجيل كامل للالتحاق، بأي طريقة، بالجامعة. وبخصوص المؤشر الثالث قال بن بيتور بأن أشخاصا قليلين هم من يتحكمون في صناعة القرار، وهو ما ساهم، حسبه، في ظهور ما يعرف في الأنظمة العربية بعبادة وتمجيد الأشخاص، وهو مؤشر خطير ينذر بتراجع رهيب داخل المجتمع. أما المؤشر الأخير، حسبه، فهو المتعلق بالسياسات المتبعة في جوانب توفير الماء والغذاء والطاقة، ما أبقى المجتمع الجزائري يتخبط في دوائر الفقر والعنف منذ سنوات. وكرّر أحمد بن بيتور، في محاضرته، الكلام الداعي إلى ضرورة تغيير نظام الحكم كليا، من خلال برامج مقدّمة تخضع للمراقبة، من شأنها صناعة مؤسسات تستمع لمشاكل الفئات المحرومة وإعادة بناء الدولة، من المدرسة إلى الاقتصاد، وكذا التحكم في الرقمنة التي تعد معيارا رئيسيا في برنامجه، إضافة إلى إعادة هيكلة العدالة، من خلال محاسبة من تسببوا في ملفات الفساد كملف سوناطراك والطريق السيّار في أجل محدد ب100 يوم، بعد استلام المشعل الرئاسي، وعصرنة الجيش لأن الحروب الحالية أصبحت حروب ترتكز على الرقمنة.