دمشق وطهران تدعوان الشيخ تميم لمراجعة مواقف بلاده من الأزمة السورية قال الأمير الجديد لقطر، تميم بن حمد آل ثاني، في أول خطاب له منذ توليه قيادة البلاد، إن "تغيير شخص الأمير لا يعني أن التحديات تغيرت"، مؤكدا انحيازه لقضايا الشعوب العربية وتطلعاتها إلى الحرية، مشددا على أن قطر ستبقى كعبة المظلوم، وأضاف "نحن قوم نلتزم بمبادئنا ولسنا تابعين لأحد حتى ننتظر منه توجيها، فنحن أصحاب رؤية". هذه التصريحات تؤكد أن أمير قطر لازال ملتزما بموقف والده تجاه الوضع في سوريا رغم دعوة دمشق للأمير الجديد بإعادة النظر في مواقف بلاده تجاه الأزمة. وقال أمير قطر الجديد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمة للشعب القطري بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد خلفا لأبيه، إن تغيير شخص الأمير لا يعني تغيرا في التحديات. وأكد رفض بلاده تقسيم المجتمعات على أساس طائفي. ودعت إيران أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى مراجعة جادة لمواقف بلاده إزاء القضية السورية، وذلك بهدف التعاون لمعالجة الأزمة، بينما دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الأمير تميم إلى مواصلة الدور القطري “الداعم لحقوق الشعوب العربية”، في حين أكدت كل من واشنطن ولندن دعمهما للقائد الجديد لقطر ومواصلة التعاون معه. وأعرب وزير خارجية إيران، علي أكبر صالحي، أمس، عن أمله في أن “يتدبر” الشيخ تميم القضية السورية، وأن يقوم “بمراجعة جادة” للسياسات السابقة، وذلك بهدف التعاون لمعالجة الأزمة. واعتبر صالحي، في مؤتمر صحفي أمس بطهران، انتقال السلطة في قطر “شأنا داخليا” وقدم التهنئة بهذه المناسبة للقيادة الجديدة متمنيا السعادة والازدهار للحكومة والشعب القطري. وقال إنه رغم الاختلاف في وجهات النظر حول أمور جوهرية بالمنطقة، فإن هذا الأمر لا يحول دون وجود علاقات سياسية جيدة بين البلدين، معربا عن أمله بأن تشهد تطورا في المرحلة الجديدة. وعبر عن أمله في أن يسمح انتقال السلطة في قطر بدخول البلاد “عهدا جديدا” في علاقاتها الخارجية وتعاملاتها مع دول المنطقة. من جهته هنأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمير الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على توليه منصبه الجديد أميرا لقطر. وجاء في بيان نشره البيت الأبيض “إننا نتطلع للعمل معا لتعميق العلاقات الثنائية”. وأجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصالا هاتفيا بالشيخ تميم، معربا عن الأمل في المزيد من التعاون بين البلدين، حسبما صرح مسؤول أمريكي أمس. وأضاف أن كيري، الذي يقوم بجولة في المنطقة هدفها تنسيق المساعدات للمعارضة السورية، تحدث هاتفيا مساء الثلاثاء مع الشيخ تميم ووالده الشيح حمد. ونقل المسؤول الأمريكي عن كيري خلال توقفه في الكويت قوله إنه “يتطلع قدما إلى العمل مع الشيخ تميم لأن بلدينا يشجعان على الاستقرار الإقليمي والعالمي والازدهار والتقدم”، وإن الولاياتالمتحدة “ستستمر في الوقوف إلى جانب قطر كشريك له مكانته”. أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فقال إن حكومته تسعى إلى مواصلة العمل والتعاون مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. كما تلقى أمير قطر الجديد تهاني العديد من الملوك والزعماء العرب على توليه المنصب الجديد، فيما قالت شبكة “الجزيرة” المملوكة لقطر إن وزير الدولة الحالي للشؤون الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني سيكلف برئاسة مجلس الوزراء، وأضافت أنه تم كذلك تعيين خالد بن عطية في منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية.