تباينت ردود الفعل الدولية حول عزل الرئيس المصري، محمد مرسي، ففي الوقت الذي عبّرت فيه عدة دول خليجية عن ارتياحها ودعمها لخطوة الجيش، وقدّمت تهانيها بعدلي منصور، بمناسبة توليه منصب الرئيس المؤقت لمصر، ما عدا قطر، الحليف الأساسي للإخوان، التي عبّرت عن دعمها لشعب مصر، في حين استقبلت الدول الأوربية وأمريكا الخبر بكثير من الحذر، مع تعبيرها عن ”قلقها” حيال ما وقع. جاءت المباركات لعزل مرسي من قِبل الجيش، من الملك السعودي عبد اللّه بن عبد العزيز الذي أرسل رسالة تهنئة إلى عدلي منصور، وقال: ”رجال القوات المسلحة أخرجوا مصر من نفق يعلم اللّه أبعاده وتداعياته”. أما وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد اللّه بن زايد، فقال، في بيان، إن ”جيش مصر العظيم يثبت من جديد أنه بالفعل سياج مصر وحاميها ودرعها القوي الذي يضمن لها بأن تظل دولة المؤسسات والقانون، التي تحتضن كل مكونات الشعب المصري الشقيق”. وهنّأ أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، المصريين، مشيداً بما قام به الجيش المصري، وكانت في السياق نفسه تهنئة ملك البحرين. من جهته، هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس المستشار عدلي منصور، وأشاد ب«دور جيش وشعب مصر في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي”. وأصدر الرئيس التونسي، منصف المرزوڤي، بيانا قال فيه ”نعتبر أن تدخل المؤسسة العسكرية في الشأن السياسي المباشر، وفي سير المؤسسات المدنية، أمرا مرفوضا دوليا، وفي شرعة الاتحاد الإفريقي، لأنه قد يفاقم الأزمة السياسية بدل حلها”. أما الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، فقال في بيان له، بأن حركته ”ترفض ما حدث من انقلاب سافر، وتؤكد أن الشرعية في مصر واحدة، ويمثلها الرئيس محمد مرسي دون سواه”. وينتظر أن يجتمع الاتحاد الإفريقي اليوم للبت فيما يخص الوضع في مصر. من جهته، وصف وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أمس، إطاحة الجيش بالرئيس المصري، محمد مرسي، بأنها ”غير مقبولة”، ووصف تدخله بأنه ”انقلاب عسكري”. ودعا الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى ”إجراء انتخابات سريعة لحكومة جديدة مدنية في مصر”، معرباً عن ”قلقه العميق إزاء إزاحة الجيش للرئيس مرسي، وتعليق العمل بالدستور”. وأكد السيناتور الديمقراطي الأمريكي، ليهي، أن الكونغرس سيراجع المساعدات لمصر، مع انتظاره لاتضاح الصورة بشأن الأحداث. وأضاف أن ”القانون الأمريكي يفرض قطع المساعدات عندما يطاح بحكومة منتخبة بواسطة انقلاب”. وفي نيويورك، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن ”قلقه من إزاحة الجيش لمرسي”، لكنه رأى أن ”مطالب المتظاهرين المصريين شرعية”، مؤكداً على ضرورة ”تعزيز النظام المدني سريعاً، وفق مبادىء الديموقراطية”. فيما أكد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن ”بريطانيا ستعمل مع السلطة الجديدة في مصر”، شدد على أن ”لندن لا تدعم التدخلات العسكرية في نظام ديموقراطي”. ودعت روسيا جميع القوى السياسية في مصر إلى ”ضبط النفس”، والامتناع عن العنف، وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أنه ”منذ بدء حصول التغييرات العميقة في الشرق الأوسط، أعلنا دعمنا للتطلعات المشروعة للشعب المصري من أجل حياة أفضل من الحرية والتجدد الديموقراطي. ولا تزال روسيا على موقفها المبدئي”.