ارتفعت نسبة مواجهة المنتخب الجزائري لمنتخب عربي خلال الدور الأخير من تصفيات مونديال البرازيل 2014 بنسبة تفوق الخمسين بالمائة، بسبب التغييرات التي طرأت، أول أمس، بعد صدور ترتيب الفيفا الشهري وقرار معاقبة الكاميرون. عدا منتخب مصر، صاحب المركز ال62 عالميا، عقب آخر تصنيف ل”الفيفا” للمنتخبات الصادر، أول أمس، والذي يجعل “الفراعنة” في المستوى الثاني بنسبة كبيرة، حتى لا نقول أكيدة، خاصة بعد ضمان منتخب مصر رسميا تأهّله إلى الدور الأخير، ومجموعته ليست معنية بأي احترازات على خلاف أربع مجموعات من أصل عشر، فإن بقية المجموعات الأخرى لم تحسم فيها الأوراق بعد، خاصة عقب إعلان “الفيفا” عن خصم ثلاث نقاط من منتخب إثيوبيا الذي كان قبل هذا القرار ضمن التأهّل إلى الدور الأخير، ليجد ذات المنتخب نفسه مجبرا على العودة بانتصار من جمهورية إفريقيا الوسطى حتى يضمن التأهّل أمام منتخب جنوب إفريقيا. وتغيّرت المعطيات أيضا في مجموعة المنتخب اللّيبي مرتين في يوم واحد، حيث أعلنت “الفيفا”، من جهة، معاقبة الاتحادية الكامرونية بسبب تدخل السلطات في شؤون الهيئة الكروية، وترتّب عن هذا القرار تعليق مشاركة منتخب الكامرون وكل الأندية الكامرونية في كل المنافسات إلى حين موافقة السلطات في الكامرون على مباشرة اللّجنة التي ستشكّلها “الفيفا” لاحقا، عملها لإعادة تنظيم شؤون الاتحادية وعقد جمعية عامة انتخابية قبل 31 مارس 2014. ورغم أن هذا القرار يمنح منتخب ليبيا أفضلية التأهل إلى الدور الأخير، إلاّ أن هذا يعني أن مصير منتخب الكامرون مرهون بقرار السلطات، بعدما أعلنت “الفيفا” بأنها سترفع العقوبة بمجرّد السماح للّجنة بمباشرة عملها. ويملك منتخب الكامرون أفضلية عن المنتخب اللّيبي كون “الفيفا” منحته، أول أمس أيضا، بعد قرار الإيقاف، نقاط مباراته أمام منتخب الطوغو بعد التأكيد على أن اللاعب الطوغولي جاك ألكسيس روماو شارك فعلا تحت طائلة العقوبة، ما يجعل منتخب الكامرون، في حال رفع العقوبة قبل موعد الجولة السادسة والأخيرة يوم 6 سبتمبر المقبل، في المركز الريادي بفارق نقطة واحدة عن منتخب ليبيا، ويستفيد منتخب “الأسود الجموحة” من أفضلية استقبال ليبيا في الجولة الأخيرة. ضربة موجعة ثانية ل”نسور قرطاج” أما منتخب تونس الذي كان مرشّحا للتواجد ضمن المستوى الأول، بعد إقصاء منتخب مالي (صاحب المركز الثالث إفريقيا)، فإنه مهدّد بالتواجد في المستوى الثاني على ضوء التصنيف الأخير للاتحادية الدولية لكرة القدم. وفي انتظار الفصل في احترازات منتخب الرأس الأخضر على لاعب من غينيا الاستوائية، الذي من شأنه جعل مباراة تونس والرأس الأخضر حاسمة في الجولة الأخيرة، فإن تراجع منتخب تونس إلى المركز السابع قاريا برصيد 627 نقطة وخسارته لخمسة مقاعد، يعدّ ضربة موجعة ثانية ل”نسور قرطاج”، بسبب ارتقاء منتخب بوركينافاسو إلى المركز السادس إفريقيا برصيد 656 نقطة وكسب تسعة مقاعد كاملة. ويبقى مصير منتخب تونس، المطالب بتحقيق التعادل فقط بأرضه في الجولة الأخيرة أمام منتخب جزر الرأس الأخضر (في حال كسب جزر الرأس الأخضر لنقاط مباراة غينيا الاستوائية)، يبقى مرتبطا بهوية المنتخب المتأهّل من المجموعة الخامسة بين منتخبي الكونغو وبوركينافاسو. ويحتل منتخب الكونغو المركز الريادي في مجموعته والمركز ال90 عالميا، متقدّما عن ملاحقه منتخب بوركينافاسو بنقطة واحدة. ويتنقل منتخب الكونغو في الجولة الأخيرة إلى النيجر، بينما يستقبل منتخب بوركينافاسو نظيره الغابوني، بمعنى أن تأهّل الكونغو يسمح لتونس بالتواجد في المستوى الأول، بينما سيفرض تأهّل بوركينافاسو على المنتخب التونسي التواجد في المستوى الثاني. تحديد هوية المتأهّلين بيد “الفيفا” وبالمقابل، فإن منتخبي نيجيريا وغانا المتواجدين في المستوى الأول، لم يضمنا بعد تأهّلهما رسميا إلى الدور الأخير، وسيلعب منتخب غانا بأرضه مباراة حاسمة أمام ملاحقه منتخب زمبيا والفارق بينهما نقطة واحدة. ويستقبل منتخب نيجيريا ملاحقه منتخب مالاوي والفارق بينهما نقطتان، فيما لم يضمن منتخب السنغال أيضا ترشحه إلى الدور الأخير وسيلعب مباراة فاصلة بأرضه أمام ملاحقه منتخب أوغندا والفارق بينهما نقطة واجدة، وأي متأهّل منهما سيكون في المستوى الثاني. وتعد التصفيات الحالية للمنطقة الإفريقية فريدة من نوعها، لأن “يد” الفيفا كانت حاضرة في عدد من القضايا وفصلت في بعضها، في انتظار الفصل في البعض الآخر قبل شهر أوت المقبل. وقررت “الفيفا” بعد الصراع حول المركز الأول في مجموعتي إثيوبيا والكامرون، بسبب قضية احترازات ضد لاعبين من بوتسوانا والطوغو على التوالي، في انتظار الفصل في قضية الإحترازات ضد لاعب من غينيا الاستوائية لفائدة الرأس الأخضر ضمن مجموعة تونس. وستنظر “الفيفا” أيضا في احترازات منتخب مالي على لاعبين من البينين ورواندا في مجموعة الجزائر، حتى وإن كان مصدر عليم أكد بأن احترازات مالي مرفوضة من حيث الشكل، لأنها لم تقدّم في الآجال القانونية مثلما ينص عليه قانون كأس العالم 2014 بالبرازيل (24 ساعة على موعد المباراة).