حذّر أمس البروفيسور أوسليم رشيد المختص في جراحة الأطفال، من عمليات الختان الجماعي المرتقبة بكثرة في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان الجاري، مؤكدا أن هذه العمليات التي يلجأ إليها الجزائريون كل سنة لختن أبنائهم، فيها احتمالات نقل أمراض ما بين الأطفال لاسيما مرض السيدا، والالتهاب الكبدي “ب”. وحسب الأرقام التي بحوزة البروفيسور أوسليم، فإن إجمالي عدد عمليات الختان التي تتم بشكل سنوي في الجزائر تُناهز 450 ألف عملية، الجزء الأكبر منها يتم خلال شهر رمضان الفضيل وبالتحديد في ليلة القدر، اعتقادا من الناس بأن هذا الأمر من الدين، الأمر الذي يفتح المجال لتسجيل حوادث قد تكون عواقبها خطيرة جدا، خاصة عندما يتعلق الأمر بتنظيم عمليات ختان جماعية تتضاعف فيها مؤشرات الخطر، على غرار تسجيل تشوهات أو نقل عدوى أمراض غاية في الخطورة يحملها الطفل عن طريق الوراثة وذلك من خلال استخدام مُعدات دون تعقيم. وأضاف ذات المتحدث أن الختان الجماعي الذي تجنح إليه العديد من العائلات ممنوع قانونا وطبيا وعلميا نتيجة المخاطر التي قد تترتب عنه، في حين أن الختان يدخل ضمن الجراحة التجميلية التي ينبغي أن تكون نتيجتها مضمونة بنسبة 100%، على عكس باقي التدخلات الطبية الأخرى، مضيفا أن المنظمات العالمية المهتمة بالصحة أصبحت تُلزم في الوقت الراهن بإجراء عمليات الختان داخل قاعات الجراحة وتحت تأثير التخذير. من جهته، تطرق الدكتور بقاط بركاني محمد رئيس العمادة الوطنية للأطباء في اتصال مع “الخبر” أمس، إلى قضية التعليمة التي أصدرتها وزارة الصحة سنة 2006 في أعقاب حادثة الخروب التي راح ضحيتها بعض الأطفال، والتي تقصر إجراء عمليات الختان على الأطباء الجراحين، حيث أوضح بأن السلطات مُطالبة في الوقت الراهن بتعديل هذه التعليمة من خلال رفع الإقصاء في إجراء عمليات الختان عن الأطباء العامين، وذلك من أجل تخفيف العبء على الجرّاحين، وتفادي الضغط الكبير الذي تعاني منه هذه الفئة بالنظر إلى محدودية عددها مقارنة بآلاف الأطفال الذين تحرص عائلاتهم على ختنهم في ليلة القدر، مشددا بالمقابل على ضرورة اتخاذ كل الاحتياطات الطبية الكفيلة بإجراء الختان دون أي إصابات. وفي هذا السياق، شدد المتحدث على ضرورة اتخاذ الأولياء بعض الاحتياطات اللاّزمة لتأمين سلامة أبنائهم وتجنب حدوث أي مفاجآت غير سارة، مثل إجراء التحاليل الطبية للأطفال المستهدفين بالختن، خاصة أن رمضان في المواسم الأخيرة يتصادف مع فصل الصيف، ما يرشح لحدوث حوادث نزيف محتملة، فضلا عن وجود شريحة من الأطفال المصابين بمرض نزيف الدم “الهيموفيليا” والذي يمنع الدم من التخثر، إذ أن الإحصائيات تشير إلى وجود طفل مصاب بهذا الداء من كل 100 ألف طفل.