2500 طلب فتوى تستقبلها وزارة الشؤون الدينية أسبوعيا ترفض الجزائر اعتماد منصب مفتي الجمهورية كباقي البلدان العربية منذ سنوات، وجُمد القرار على مكتب رئيس الجمهورية باعتباره “ليس أولوية”، في الوقت الذي يتهافت فيه الجزائريون على الفتاوى المستوردة من الخارج والتي تصنع بخلطة لا تخلو منها رائحة التطرف والفتنة. يبقى مصدر الخلاف حول منصب مفتي الجمهورية مطروحا على النقاش منذ سنوات في الجزائر، بالنظر إلى إصرار وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على طرحها ومعارضة المجلس الإسلامي الأعلى له. وتقترح الوزارة إنشاء دار للإفتاء يرأسها مفتي الجمهورية وتعطى له صلاحيات الفتوى في مختلف الأمور الحياتية ويكون مكتبه في جامع الجزائر الكبير، في حين يلح المجلس الإسلامي الأعلى على ضرورة تحديد صلاحيات مفتي الجمهورية مقارنة بالصلاحيات الممنوحة لهيئة المجلس. ومنذ 2006 ووزير الشؤون الدينية والأوقاف يتمسك بنفس التصريح بخصوص الملف، حيث يقول بأن مفتي الجمهورية هي “مؤسسة قائمة بذاتها” و“إنشاؤها وتنصيب أعضائها من اختصاص رئيس الجمهورية لوحده”. ويرى متتبعون بأن “القرار يبقى بيد رئيس الجمهورية الذي يحدد ما إذا كان الأمر أولوية أم لا”، كما أن الرئيس وضع حدا للجدل القائم بخصوص البت في الموضوع من عدمه، بعد انطلاق مشروع بناء جامع الجزائر الذي لا يضم بين مرافقه دارا للإفتاء، إلا في حالة ما إذا سيتم تغيير الموقف في آخر لحظة. ويرى الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية الشيخ جلول حجيمي، أن إنشاء دار الإفتاء في الجزائر أصبح من الضروريات في ظل الانتشار الواسع للقنوات الفضائية ومختلف وسائل الإعلام والاتصال الحديثة التي تؤثر ب“درجة كبيرة” على المجتمع الجزائري في مجال الفقه وغيرها من الميادين الدينية. ولا تعثر على أي معلومات فيما يخص منصب مفتي الجمهورية عبر الإنترنت ولا على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن تنشط على موقع الفايسبوك صفحة تحمل اسم “معا من أجل تولي الشيخ فركوس منصب مفتي الجمهورية”، وهي الوحيدة التي تبعث النقاش حول هذا المنصب في الجزائر. وفي انتظار صدور أي قرار رسمي، تستقبل وزارة الشؤون الدينية أسبوعيا قرابة 2500 طلب فتوى، يتم الرد عليها من طرف لجنة مختصة منصبة لهذا الغرض، في حين أن ردودها لا تبدو مقنعة بالنظر إلى العدد الكبير من الاتصالات الهاتفية التي تتلقاها الفضائيات العربية من طرف جزائريين كثيرا ما وجدوا أنفسهم في حيرة في الرد على عدة مسائل متعلقة بالدين والحياة. كما يبقى السؤال مطروحا: من يليق بمنصب مفتي الجمهورية الجزائرية؟