اعترف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، أن العملية، التي نفذتها وحدة أمريكية خاصة داخل الأراضي الليبية، يوم السبت، واعتقلت خلالها القيادي في تنظيم القاعدة أبو أنس الليبي، واسمه الحقيقي، نزيه عبد الحميد الرقيعي، تمت دون إبلاغ طرابلس مسبقا، انطلاقا من أنه لم يجر في عادة واشنطن في “عدم الدخول في تفاصيل” مثل هذه العمليات مع حكومات أجنبية، واصفا هذه العملية بالعمل “المناسب والقانوني”. وكانت شبكة “سي آن آن” الفضائية نقلت أول أمس عن مسؤول أمريكي لم تفصح عن اسمه قوله “الحكومة الليبية أعلمت مسبقا بالعملية”، وهذه الأقوال تتناقض مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، كما أن الحكومة الليبية المؤقتة نفت علمها بالعملية وطالبت باستفسارات من نظيرتها الأمريكية حول هذا الخرق لسيادتها. وقال كيري للصحافيين على هامش قمة “آسيا- المحيط الهادئ” في إندونيسيا، إن الولاياتالمتحدة تفعل كل ما بوسعها وكل ما هو مناسب وقانوني في سبيل القضاء على ما وصفه بالتهديد الإرهابي. وأثارت عملية اختطاف الولاياتالمتحدةالأمريكية لأبو أنس الليبي من العاصمة طرابلس، سخط الشعب الليبي على انتهاك الولاياتالمتحدةالأمريكية لسيادة بلاده، وفي هذا الصدد قال رئيس لجنة السجناء السياسيين الليبيين بالخارج سليمان فورتية لوكالة أنباء الشرق الأوسط في طرابلس إن “ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية من اختطاف أبو أنس الليبي، هو قرصنة وقحة من دولة تتشدق بالديمقراطية في اختراق لسيادة بلادنا”. واستنكر فورتية ما وصفه ب”العمل الإجرامي” وطالب بإغلاق السفارة الأمريكية، وحمل الحكومة الليبية المؤقتة ما حدث، مشككا في أن تقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية بمثل هذه العملية دون معرفة الحكومة الليبية المؤقتة بذلك، وفي هذا التوقيت ورئيس الحكومة يقوم بزيارة للمغرب. ومن جانبها، اتهمت عائلة أبو أنس الليبي الحكومة الليبية المؤقتة بالتآمر على تسليمه إلى الولايات المُتحدة الأمريكية. وقال عبد الله الرقيعي، نجل أبو أنس، إن “من اعتقل والده أمام منزله عقب عودته من صلاة فجر السبت، مسلحون ليبيون على متن سيارتين دون لوحات ترقيم”. وأوضح الرقيعي أن والده ما كاد يصل بسيارته للمنزل بعد أداء الصلاة في حي نوفلين الذي يبعد قرابة خمسة كيلومترات عن العاصمة طرابلس، حتى انقض عليه رجال وصلوا على متن أربع سيارات، وأفقدوه الوعي بمخدر وأخرجوه من السيارة. وأضاف الرقيعي أن الرجال كانت لهم هيئة المواطنين الليبيين ويتحدثون اللهجة الليبية، مؤكدا أن والدته تابعت ذلك من خلال نافذة المنزل. يشار إلى أن أبو أنس الليبي متهم من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية بضلوعه في التفجير الذي نفذه تنظيم “القاعدة” عام 1998 واستهدف السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية، نيروبي، تزامنًا مع هجوم آخر استهدف نظيرتها في تنزانيا، حيث سقط 224 قتيلً، وأكثر من 4500 جريح.