شاهد الجزائريون ولأول مرة في تاريخهم، عسكريا يحضر اجتماعات مجلس الوزراء المنعقد وبلباسه العسكري الرسمي، والمؤكد أن الرجل الذي هو الفريق ڤايد صالح حضر الاجتماع المذكور بصفته نائبا لوزير الدفاع... نقطة إلى السطر. ونعود إلى السطر ونتساءل... لماذا لم يرتد الرجل لباسا مدنيا مثل غيره ممن حضر الاجتماع، أو لنقل مثل كل وزراء الدفاع في العالم الذين نراهم دائما وباستمرار باللباس المدني... المدنيون منهم الذين أسندت لهم حقائب وزارات الدفاع أو المنحدرون من مؤسسات بلدانهم العسكرية، ثم لماذا يحضر نائب وزير الدفاع الاجتماع أصلا، ووزير الدفاع الذي هو في الجزائر رئيس الجمهورية كان حاضرا، بل وهو الذي رأس وترأس ذلك الاجتماع؟ من الطبيعي ومن المنطقي أن يحضر كل الوزراء الاجتماع موضع حديثنا هذا، أو أي اجتماع مماثل آخر، لكن من غير المعقول أن يحضر الوزير ويحضر في نفس الوقت نائبه، والأمر هنا يعني وزير الدفاع أو وزير أي حقيبة أخرى... لو ترأس وزير الدفاع القائد الأعلى للقوات المسلحة عندنا أو عند غيرنا اجتماعا حربيا لَحَضَر وزير الدفاع وحضر كذلك رئيس أركان الجيش وبلباسه العسكري... وعلينا أن ننبه هنا بأن كل ما يتعلق بالحرب من صلاحيات رئيس أركان الجيش، وكل ما يتعلق بالسياسة في بعدها العسكري هو من صلاحيات وزير الدفاع، واجتماع مجلس وزرائنا الأخير لم يكن مخصصا ولم تكن له علاقة أو رابطة لا بالحرب ولا بالاضطرابات الأمنية التي تهز جيران الجزائر، وإنما عقد لتمرير قانون المالية ومشروع قانون السمعي البصري وأشياء أخرى أقل أهمية. نقطة أخرى تستحق التوقف... لقد تحول اجتماع مجلس الوزراء الأخير إلى حدث وطني ومحل حديث عموم المواطنين، ومصدر قلق وترقب الجميع بمن فيهم الذين لا تربطهم بالسياسة رابطة، فهل هذا معقول؟ لقد ظل اجتماع مجلس الوزراء يُعْقَدُ عندنا كل يوم أربعاء طيلة مدة حكم الراحل بومدين التي قاربت الأربع عشرة سنة وطيلة فترة حكم المرحوم الشاذلي بن جديد الذي حكم نفس مدة حكم بومدين تقريبا، ولم يكن ينتبه لهذا الاجتماع وفي أحسن الأحوال إلا المدمنون على متابعة نشرات الأخبار، فما الذي تغير حتى يصبح اجتماع كهذا حديث العام والخاص، بل وينتقل الاهتمام به إلى خارج حدود البلد، فما الذي تغير هذه المرة؟ المؤكد أن سبب ما حصل هو مرض الرئيس، فهل الرئيس أكبر وأهم من الجزائر حتى تدخل كل هذه الدوامة. ملاحظة أخرى تستحق التوقف والتأمل... لأول مرة منذ وصول بوتفليقة إلى الحكم، دخل الوزراء عليه فوجدوه جالسا على كرسيه، وغادروا القاعة بعد نهاية الاجتماع وتركوه جالسا، وفي المرات السابقة كان يدخل عليهم فيقفون له قبل أن يأذن لهم بالجلوس، ثم يغادر القاعة ليغادروها بعده، وما حصل محزن بكل تأكيد... لا يشرف لا الرئيس ولا أيا منا، والجزائر تستحق منا أحسن من هذا. [email protected]