أطلق الجزائريون، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، رصاصة محاربة الفساد والاحتفاء بالذكرى ال59 لاندلاع ثورة التحرير، ورفعوا الصور التي تخلد ذاكرة الشهداء، وارتدت صفحاتهم الأبيض والأسود. ولم يختلف الفايسبوكيون على أن الموعد يجب أن يكون وفاء لرسالة الشهداء، بمحاربة مظاهر الفساد التي أتت على الأخضر واليابس. ضبط مشتركو “الفايسبوك” موعد صفحاتهم على منتصف الليل ودوّنوا ما جال في خاطرهم حول الذكرى، وكتب أحدهم “اللهم ارفع الجزائر ولو درجة واحدة عن الفساد، وكل عام والجزائر بألف خير والله يرحم الشهداء”. وأشار آخر إلى أنه “بالأمس القريب اتحد اثنان وعشرون شابا، من أجل تحرير وطن بحجم الجزائر من أبشع استعمار عرفته البشرية في العصر الحديث، فهل تكفي هذه الرسالة ليفهم من يهمه الأمر، أن صمت الشرفاء في هذا الوطن ليس تواطؤا ولا خوفا ولا استسلاما، ولكنه الحرص على الاستقرار، حتى وإن كان الثمن، كل هذه التنازلات المؤلمة”. ونشر محمد صورة من تاغيت، وكتب “من هذا المكان على الصورة، نفق تاغيت بولاية باتنة (الأوراس) قديما، انطلقت أول رصاصة معلنة الحرب ضد فرنسا في الفاتح نوفمبر 1954 على الساعة 00:00 ليلا”. واسترجعت أخرى شعر الراحل نزار قباني مدونا “ما قاله نزار القباني عن الجزائر: لا يمكن أن يكشف وجه الثورة الجزائرية إلا من رأى إنسانا جزائريا”. وكتب عماد “الاسم جميلة بوحيرد، رقم الزنزانة تسعونا، في السجن الحربي بوهران، والعمر اثنان وعشرونا، عينان كقنديلي معبد.. إلى آخر القصيدة التي تقول لم تعرف كنساء فرنسا.. أقبية اللذة في بيغال”. وأرفق مدون آخر صورة للشهداء والأبطال بفقرة جاء فيها “مع مرور الوقت تتآكل الحقائق والتواريخ وتصبح في خبر الحكايا والأساطير إلاّ حقيقة واحدة هي ليست كذلك، ثورة أول نوفمبر بكل عظمتها وضخامتها ومجدها وعنفوانها وبساطتها ومصداقيتها وأخوية الشعب فيها وتديّنه، نتذكرها بكل جوارحنا اليوم وغدا كما عاشها آباؤنا بالأمس”. واتفق الكثيرون على أن أول رصاصة أطلقها الشهداء كانت ضد الاستعمار والطغيان الفرنسي، والرصاصة التي يجب أن نطلقها هذا العام بعد خمسين سنة من الاستقلال هي ضد كل الفاسدين مهما كان مستواهم ودرجتهم، ويجب فضحهم عبر “الفايسبوك” وفي أي مكان وفاء لدم الشهداء الطاهر.