اتفق كل من حزب جبهة التحرير الوطني، وحزب العمال على مبدأ تحييد أي تدخل أجنبي أو ضغوط خارجية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإن اتفقا على أن يكون تعديل الدستور إطارا للتجدد، فإنهما لم يحسما موقفا مشتركا حيال أن يكون التعديل قبل أم بعد استحقاق الربيع المقبل. التقى الأمين العام للأفالان عمار سعداني مع الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، بمقر الحزب العتيد، أمس للتشاور حول ”الوضع السياسي الوطني والإقليمي والدولي الراهن”، وقالت حنون، في لقاء صحفي أعقب اجتماعها مع سعداني إن ”اللقاء أملته الظروف الراهنة وتم التطرق إلى مختلف القضايا الهامة التي تخص مصير بلادنا”. وعددت حنون نقاط تقاطع الحزبين فيما يتصل بملفات الساعة، فقالت إنه ”تم الاتفاق على السيادة الوطنية وتقوية التعددية الحزبية وتطهير العمل السياسي والشروع في التفكير في كيفية بناء مؤسسات قوية”، وأشارت المتحدثة إلى أنه بالنسبة لتعديل الدستور، ليس هناك موقف مشترك حول موعد إجرائه، إن كان قبل الانتخابات الرئاسية أم بعدها، ومعروف أن حزب العمال يدعو إلى تأجيل التعديل إلى ما بعد الاستحقاق المقبل، عكس الأفالان، ولم يخض كل من سعداني وحنون في ملف الانتخابات الرئاسية مطولا، لكنهما أبانا على اتفاق، وإن كان محسوما لديهما سلفا، بحتمية ضمان حرية الترشح، في ردها عن أسئلة الصحفيين، إن كانت تدعم ترشح الرئيس بوتفليقة، فقالت ”نحن مع حرية الترشح ولا يمكن الحديث عن الديمقراطية بإقصاء الرئيس أو أي كان من الترشح، ولحد الآن لا أحد يعلم إن كان بوتفليقة سيترشح أم لا، وإلى الآن لم نتطرق إلى مساندة العهدة الرابعة ولم يجر الحديث عن أي تكتل أو جبهة”. وأضافت حنون ”تحدثنا عن الرئاسيات من منطلق تحصين الأمة وضرورة أن تكون جزائرية وطنية بامتياز”، واتفق سعداني وحنون على مصطلح ”فوضى مبرمجة” في حديثهما عما يسمى بالربيع العربي، وشددت زعيمة ”العمال”: ”لا نسمح أبدا بالمساس باستقرار البلاد، تحت أي غطاء ولا أي ضغط تحت أي ظرف”. وتحدث مسؤولا الحزبين عن ”الربيع العربي” ردا عن سؤال بشأن تصريحات رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الذي قال إن ”الجزائر بحاجة إلى نوفمبر جديد”، فأوضحت حنون ”كل حزب حر في مواقفه، لكن لا يمكن وضع نوفمبر في سلة واحدة مع فوضى الربيع العربي”، وزاد إلى هذا التصريح، قول سعداني ”لا يمكن أن نمثل نوفمبر بربيع دم وتدمير ومآس، وعلى هؤلاء أن يعرفوا أن نوفمبر مقدس في هذا البلد”. واعتبرت حنون أن ظروف إجراء انتخابات رئاسية لم تجتمع بعد، ودعت إلى تحسينها، وأفادت ”يجب تعديل القوانين التي أقرت العام الماضي في ظروف غير عادية”. وفيما يتعلق بالملف المغربي، ندد عمار سعداني بما حدث في القنصلية الجزائرية بالمغرب، من تدنيس للعلم الجزائري، ودعا الحزبان إلى التهدئة ووقف التصعيد ”الذي لا يخدم أحدا”.