دعا فاتح ربيعي، أمين عام حركة النهضة، أمس، في افتتاح المؤتمر الخامس للحركة بالعاصمة، والذي يشارك فيه مئات المندوبين ومدعوين من الأحزاب الجزائرية والعربية، إلى الاتفاق على ”ميثاق شرف عمل جماعي” من شأنه تثمين الثقة بين مكونات الساحة السياسية المقتنعة بالعمل السلمي، ورفض أي تعديل للدستور قبل أي حوار وطني يفضي إلى دستور توافق، والدفع بضمانات نزاهة الاستحقاق الرئاسي. قال ربيعي في خطابه، أمس، في اليوم الأول من المؤتمر، إن التحديات التي تواجه بلادنا تتطلب تضافر من أسماهم الخيّرين، على اختلاف مشاربهم السياسية، بما يمكّن الجزائر من تجاوز التحديات وتحصين البلاد من كل محاولات زعزعة استقرارها. وانتقد ربيعي بقوة تدنيس العلم الجزائري بالدار البيضاء، ودعا الحكومة المغربية للاعتذار، ولم يعلق ممثل حركة ”العدل والإحسان” المغربية، وكان من بين المدعوين، على الخطاب. وفي كلمته، أكد رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في تدخله باسم تكتل ”الجزائر الخضراء”، على الحاجة لوحدة التيار الإسلامي الذي كان حاضرا في المؤتمر بكل أطيافه، والانفتاح على الطبقة السياسية مهما كانت طبيعة الاختلافات، وقال مقري إن تشرذم الطبقة السياسية يخدم الفاسدين ومبددي ثروات البلد. وأشار إلى أن النظام السياسي الجزائري يحكم البلد بالمال ويوظفه للاستمرار في الحكم. وصدرت انتقادات مماثلة عن الطاهر بن بعيبش، متحدثا عن مجموعة الأحزاب ال14، حيث أشار إلى أن الأموال التي وظفت في السنوات الأخيرة لإحداث نهضة اقتصادية شاملة، لم تحقق أهدافها بدليل استمرار اعتماد الجزائر على مداخيل النفط، وهو بيان على فشل السلطة للنهوض بالاقتصاد الجزائري. ويناقش المؤتمرون تعديلات القانون الأساسي للحركة، تتضمن تشديد الانضباط في الحزب، وملف الانتخابات الرئاسية، ويتضمن مجمل البدائل المتاحة أمام الحركة ومنها تقديم مرشح باسم الحركة. وأعلن فاتح ربيعي، في تصريحات على هامش المؤتمر، أنه لا ينوي الترشح لعهدة جديدة، رغم مطالبة تيار في الحركة باستمراره في منصبه. وقال ل«الخبر”: ”نحن في حركة النهضة نريد تكريس ثقافة التداول في المسؤوليات ونحن نلتزم بذلك، وقبل أن نطلب من السلطة تجسيدها نعمل بها في صفوفنا”، وتابع: ”سندفع لقيادة جديدة، وقد تنازلت عن هذا الحق، أي الترشح ”. علما أن ربيعي قاد حركة ”النهضة” خلال السنوات العشر الأخيرة، كما شغل منصب رئيس مجلس الشورى قبل ذلك. وسيختار مجلس شورى ”النهضة”، المقرر انتخابه اليوم الجمعة، أمينا عام للحركة، بعد ثلاثة أسابيع حسب القانون الأساسي للحزب.