اشترط أساتذة ومعلمون على وزير التربية، منحهم "تحفيزات مادية" مع نهاية كل فصل دراسي، مقابل التوقف عن تقديم دروس خصوصية للتلاميذ. وأفاد أساتذة في فيديو مسجّل، بتقنية المحاضرة الرقمية، أشرف عليها وزير التربية منذ أيام، أن ظاهرة الدروس الخصوصية لن تزول إلا بتحسين الأوضاع المادية لهيئة التدريس، في وضع يوحي أنّه ابتزاز. يبدو أنّ ظاهرة الدروس الخصوصية فتحت أبواب جهنّم على وزير التربية، فتحوّلت إجراءات القضاء عليها إلى “ابتزاز” يمارسه أساتذة ومعلمون تحت غطاء نقابي، وقد تجلى هذا الانطباع في طلبات صريحة أدلى بها معلمون في فيديو مصوّر بتقنية المحاضرة الرقمية في إطار ندوة جمعت وزير القطاع عبد اللطيف بابا احمد مع مديري التربية وممثلين عن أولياء التلاميذ وأساتذة (يمثلون نقابات) وهيئة التفتيش، طالبوا بتحفيزات ومكافآت مالية مقابل وقف الدروس الخصوصية. ويظهر في الفيديو المسجّل، تحصلت “الخبر” على نسخة منه، أساتذة ومعلّمون يشتكون من ضعف أجورهم وعدم الاعتراف بمجهودات هيئة التدريس نظير الخدمات التي يقدّمونها، وطالبوا مباشرة من وزير التربية الذي كان يستمع إليهم رفقة الأمين العام للوزارة، بإقرار مكافآت مالية وتحفيزات مادية تمنح للمعلمين والأساتذة مع نهاية كل فصل وأيضا عند الانتهاء من السنة الدراسية إذا أرادت مصالحه القضاء على ظاهرة تقديم الدروس الخصوصية، وكذا النزول إلى المدارس للحصول على المعطيات الحقيقية لعدم اقتناع التلاميذ بما يقدّم لهم في المؤسسات التربوية العمومية. وقال الأساتذة إن التحفيزات المالية، حسبهم، دافع إلى أخلقة المدرسة وقطاع التعليم، ويعدّ المال عاملا أساسيا في رفع مكانة المعلمين والأساتذة عاليا. ورغم أن تغيّب أي موظف عن منصب عمله ممنوع إلاّ بمبرر قانوني ومقبول، فقد طالب مفتشون (ممن منع عنهم المنشور تقديم الدروس الخصوصية) وهم في الأصل أساتذة، من وزير التربية بتخصيص مكافآت مالية لأولئك الذين لا يتغيّبون والمواظبين في عملهم. من جهته، أفاد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، الحاج دلالو، أمس، في اتصال مع “الخبر”، أن مطالبة الأساتذة بالمكافآت المالية مقابل وقف الدروس الخصوصية هو “ابتزاز” مباشر وطريقة غير معقولة ولا منطقية. وقال المتحدث، إنّه كممثل لأولياء التلاميذ ليسوا ضد الدروس الخصوصية لكن داخل المؤسسات التربوية، وليسوا أيضا ضد تحسين الوضع المادي للأساتذة والمعلمين لكن في إطار معقول، مشيرا إلى عدم وجود ما يضمن وقف الأساتذة للدروس الخصوصية إذا تحصلوا على المكافآت المالية. وأوضح الحاج دلالو أن مثل هذا الكلام لا يصدر عن مرّبين، لاسيما وأنّ الدروس الخصوصية ساهمت في خلق “تفرقة” بين التلاميذ المنحدرين من العائلات الفقيرة والغنية، مضيفا أن مثل هذه المطالب توصف ب«التهديد” ومستعدين من أجل مكافحتها بكل الطرق القانونية.