اغتنمت شركة «مبادلة» الإماراتية فرصة «معرض دبي للطيران»، الذي كان مسرحاً لصفقات تاريخية لشركات طيران خليجية تجارية وعسكرية بقيمة تجاوزت 220 بليون دولار، لتوقّع سلسلة عقود مع شركات صناعة الطائرات والمحركات الكبار في العالم، ما يدعم طموح أبو ظبي بالتحول إلى مركز عالمي لتصنيع قطع الطائرات والمحركات وصيانتها.لدعم هذا التوجه، وقعت شركة «مبادلة» اتفاقاً مع شركة «رولز - رويس» خلال المعرض بهدف تحويل أبوظبي مركزاً رئيساً للشركة العالمية لعمليات صيانة محركات الطائرات وتصنيعها.كانت «مبادلة» وقعت في اليوم الأول من المعرض، اتفاقين منفصلين مع شركة «آرباص» الأوروبية و «بوينغ» الأميركية بقيمة تبلغ 2.5 بليون درهم لكل منهما (918 مليون دولار)، في خطوة تمثل توسعاً كبيراً للعلاقة التي تربط عمالقة صناعة الطيران في العالم في مجال تصنيع هياكل الطائرات، ولتكون الشركة مورداً للمواد المركبة والمتطورة ومعادن المعالجة من الفئة الأولى ل «بوينغ»، إضافة إلى التعاون معها على تطوير القدرات التصنيعية للمواد المركبة الجاهزة وألياف الكربون في أبوظبي. وسيُعهد إلى شركة «ستراتا للصناعات» لتكون مورداً للأجنحة الرأسية لطائرات «787 دريملاينر».ويقضي الاتفاق مع «رولز - رويس» بأن تقدم الدعم ل «مبادلة» كي تغدو مركزاً لخدمات صيانة محركات الطائرات وتصليحها وتجديدها من طراز «ترينت دبليو أكس بي»، لتصبح أبوظبي المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط. فيما يُتوقع أن تغدو خلال العقد المقبل من أبرز أقاليم العالم من حيث عدد محركات «ترينت دبليو أكس بي». وأكدت رولز - رويس التزامها تأسيس المركز الأول المتقدم لبحوث صناعة الطيران في المنطقة، لمساندة «مبادلة» في تحقيق هدفها كي تكون أحد أبرز الموردين في مجال صناعة الطيران.وكانت «آرباص» و «بوينغ» وقعتا اتفاقات لشراء مكونات ومواد خام بنحو خمسة بلايين دولار من أبوظبي، ما يشير إلى أن الدول الخليجية تريد استفادة مشتركة من عقود ضخمة لشراء الطائرات التي أُعلنت في الأيام الأولى للمعرض.وعلى رغم تشكيل هذه الصفقات دعماً كبيراً ل «آرباص» و «بوينغ» اللتين تهيمنان على صناعة الطائرات المدنية في العالم، يخشى الموردون في أوروبا والولايات المتحدة من عولمة سلاسل التوريد في صناعة الطيران التي تلعب الشركات الخليجية دوراً فيها.ونقلت وكالة «فرانس برس»، أن مصنعي الطائرات الخاصة ومروحيات الشخصيات ورجال الأعمال، يتمتعون بدينامية سوق الشرق الأوسط في معرض دبي للطيران، على رغم أن هذه المنتجات الفخمة غالباً ما تُباع بعيداً من الأضواء وبالمفرق.وأمل رئيس شركة «داسو» الفرنسية إريك ترابييه، في «مضاعفة عدد الطلبات من منطقة الشرق الأوسط التي نعمل فيها بقوة، خلال السنوات العشر المقبلة، وتعزيز تواجدنا فيها لاستقطاب زبائن جدد في مجال الطيران الخاص برجال الأعمال». وكان ترابييه يتكلم من داخل طائرة «فالكون 7 اكس» المركونة في معرض «دبي للطيران».وتركز شركة «داسو» في هذه النسخة من المعرض على ترويج طرازها الجديد من الطائرات الخاصة وهو « 5 اكس» الأحدث بين الطائرات التي تصنعها الشركة الفرنسية، والمفترض دخوله الخدمة عام 2017. ولفت ترابييه إلى أن «الطراز الجديد الذي يباع ب 45 مليون دولار، يلقى استقبالاً حاراً من الزبائن المحتملين، وتحديداً بسبب مقصورته الواسعة ومداه الطويل وميزاته التقنية». وقال إن قطاع طيران رجال الأعمال «يتوسع بسرعة في الشرق الأوسط»، متوقعاً «نمو قطاع الطيران الخاص بقدر نمو المنطقة ومجتمعاتها».وعلى بعد مئات الأمتار فقط من طائرة «فالكون» الفرنسية، يجلس ريتشارد أمري داخل طائرة خاصة بمراوح تصنعها الشركة الأميركية التي يرأسها، وهي من طراز «بيتشكرافت كينغير 350 أي». واعتبر أن الشرق الأوسط «شكل دائماً سوقاً أساسية لشركته في مجال طيران رجال الأعمال». وأشار إلى أن القطاع «ينمو في المنطقة ويستفيد من ذلك جميع المصنّعين». وذكر أن «سوق الشرق الأوسط استراتيجي جداً بالنسبة إلينا». وتوقع «نمواً في السنوات الخمس المقبلة». ولفت إلى أن «80 في المئة من استخدامات طائرات شركته في الشرق الأوسط تبقى متعلقة ب «مهمات خاصة» مثل نقل المرضى، ويمثل طيران الشخصيات الكبار النسبة المتبقية». أما شركة «يوروكوبتر» الأوروبية لصناعة المروحيات، فأكدت وجود اهتمام كبير بشراء المروحيات الخاصة برجال الأعمال أو بالمهمات البحرية أو في عمليات البحث والإنقاذ.وتعرض الشركة التابعة ل «مجموعة الصناعات الجوية والدفاعية الأوروبية» (إي إيه دي أس)، مروحية من طراز «أي أس 175»، التي تنقل عشرة أشخاص في نسختها المخصصة لرجال الأعمال، وسبعة أشخاص في النسخة المصممة للشخصيات. وأعلنت المسؤولة عن الترويج لبيع هذه المروحيات كريتسين فرود، أن «الإمكانات كبيرة جداً في هذه المنطقة».ويزداد استخدام المروحية الخاصة كمكمّل لدور الطائرة الخاصة، أي للوصول بأسرع وقت إلى الوجهة المقصودة «من دون خسارة الوقت الذي تم توفيره باستخدام الطائرة الخاصة». ويمكن المروحية أن تكون مثابة «تاكسي جوي يجنب زحمة السير».وأوضح مهندس الديكور الداخلي للطائرات الخاصة جاك بييرجان، أن «السوق تطورت مع وجود طائرات أكبر حجماً، نحن نصمّم في حالات كثيرة شقق طائرة». وكان أنهى التصميم الداخلي لطائرة «آرباص إيه سي جي» لحساب شركة «طيران الإمارات» التي أطلقت أخيراً عمليات تأجير طائرات «تشارتر» للشخصيات. وأكد المصمم أن «الزبائن في الشرق الأوسط يريدون أن يحظوا في الجو بما يتوافر لهم في منازلهم، أي السرير ومنطقة الاستحمام والمساحات الواسعة، لذا نتوجه أكثر إلى التصميم الداخلي للطائرات الخاصة الكبيرة».