انتخب محمد ذويبي أمينا عاما لحركة النهضة، خلفا للأمين العام المتنحي فاتح ربيعي، خلال الدورة الأولى لمجلس الشورى بعد شهر من المؤتمر الرابع للحركة، بعد رفض ربيعي الترشح مجددا للمنصب. وترشح لمنصب الأمين العام محمد دويبي، الذي كان يشغل منصب مستشار الأمين العام السابق مكلف بقضية فلسطين، وأمحمد حديبي المكلف بالإعلام والاتصال في الحركة. وحسم أعضاء مجلس الشورى، البالغ عددهم 183 عضو، الأمر لصالح دويبي ب117 صوتا، بينما حصل حديبي على 19 صوتا، وانتخب محمد الهادي عثامنية رئيسا لمجلس الشورى. وأتاح المجلس للمرشحين تقديم برامجهم، وقال حديبي إن ترشحه “نابع من قناعة بأن الحزب السياسي يجب أن يقوده جيل عصره، ورغبته في قيادة الحركة إلى معارضة جادة، وبناء مناضل خارج الاستحقاقات الانتخابية، والخروج من نطاق شعارات الأحزاب الإسلامية”، فيما تعهد دويبي بالعمل على نقل الحركة إلى مصاف الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية، والمساهمة في إعادة لمّ الشمل. واعتذر الأمين العام المنتهية عهدته، فاتح ربيعي، عن الترشح، رغم الضغوط التي مارسها عليه عدد من كوادر الحركة لإقناعه بالترشح، لكنه أعلن: “أتمنى للقيادة الجديدة كل التوفيق لأنني قررت منذ فترة ألا أترشح، إيمانا مني بالتداول على قيادة الأحزاب السياسية، كما أن تجربة الأحزاب الإسلامية في الجزائر، والانشقاقات التي حصلت في أكثر من حزب، تكفي لأن تدفعنا كحزب إسلامي لأن نقرر التداول بدلا من تكرار نفس التجارب المؤلمة”. وانتقد ربيعي، في كلمة افتتاح دورة المجلس، رد وزير الداخلية، الطيب بلعيز، على مطلب أحزاب المعارضة بإنشاء هيئة مستقلة تشرف على تنظيم الانتخابات، مشيرا إلى أن “السلطة تدرك أن إشراف لجنة مستقلة عنها على الانتخابات يعني انهيار أحزاب السلطة وتغيرا في الخريطة السياسية”. وأعلن ربيعي “استعداد الحركة للتنسيق مع كل أطياف المعارضة في البرلمان من أجل تعديل قانون الانتخابات وإنشاء هذه الهيئة”. وبات في حكم المؤكد رسميا انتهاء أية علاقة عضوية بين حركة النهضة وثلاثة من قياداتها السابقين، ممن يشغلون مناصب رسمية في الدولة، وهم الأمين العام السابق، لحبيب آدمي، والسفير عبد الوهاب دربال، والمستشار في رئاسة الجمهورية، محمد بوغازي، بعد أن انتهت عضويتهم في مجلس الشورى المشكل بعد المؤتمر. وقال حديبي ل”الخبر”: “لم تعد لهم أية صلة عضوية بالحركة، هؤلاء اختاروا مسارا موازيا لمسار الحركة ومواقفها”.