سلال قال:”إن ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة له علاقة بضميره”! ولو قال سلال: إن ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة له علاقة بضمير محيطه لكان أكثر دقة وصوابا. فلو كان أمر الترشح بالنسبة لبوتفليقة له علاقة بضميره لما غيرّ الدستور سنة 2009 وترشح لعهدة ثالثة. فالرئيس أصبح رهينة ضميره. ولذلك أصبح الرئيس يستعمل كوسيلة لإدارة الحكم في الجزائر بالصورة نفسها التي تدير بها لويزة حنون حزب العمال! وبصراحة محيط الرئيس يريد الرئيس في عهدة رابعة لأنه لم يجد من يرتاح له في تولي مكان بوتفليقة، ويضمن للزمر الفسادية التوزيع العادل للريع! لكن هناك معطى جديد لعله هو الذي جعل سلال يربط ترشح الرئيس بضميره وليس بمحيطه. كون النظام قد يكون عثر أخيرا على مرشح إجماع للمفسدين يمكن أن يخلف بوتفليقة ولا يثير حروبا بين الأجنحة في الصراع على الريع. وهذا المرشح هو عبد المؤمن خليفة الذي قررت بريطانيا تسليمه للجزائر.. ربما ليحاكم من قِبل الذين وزع عليهم الأرباح في إطار الاستفادة من تعاونية الفساد الذي كان عبد المؤمن يديرها بنجاح وسط كل أجنحة النظام. لهذا قد يصدر العفو عنه أو يبرّأ من التهم التي نُسبت إليه، ويقدم على أنه المرشح الأكثر شعبية وسط أجنحة الفساد والذي لا يمكن أن يُحاسب أحدا! خليفة أهم شخصية وطنية ظهرت في عهد الرئيس بوتفليقة وقامت بتوزيع عادل للثروة الوطنية بصيغة المستفيدين من تعاونية الفساد، وقد بينت الوقائع بأن عبد المؤمن كان رئيس عصابة سياسية وليس سارقا، لذلك شملت عطاءاته الفسادية كل مسؤولي الدولة وكل الشخصيات تقريبا وكل القطاعات، من السياسة إلى بعض العساكر إلى الوزراء إلى رجال الإعلام إلى الأحزاب السياسية، ومادام حزب الفساد هو أقوى حزب في البلاد حتى الآن فإن شعبية ونضال عبد المؤمن في هذا المجال لا ينافسه فيه أحد. بقي فقط أن نتساءل لماذا تتزامن عودة الخليفة مع الإنزال الفرنسي في الجزائر للمستثمرين. ولماذا كانت وجهتهم غرب البلاد دون سواها من مناطق البلاد الأخرى.. والسؤال بريء براءة خليفة عبد المؤمن من موضوع الرئاسة!