"الإخوان" يتبرأون ويدينون و"أنصار المقدس" تتبنى شهدت القاهرة ثلاثة تفجيرات أوقعت خمسة قتلى على الأقل وأكثر من تسعين جريحا الجمعة، فيما شهد عدد من المحافظات ومديريات الأمن تشديدات أمنية في وقت خرجت مظاهرات قبل صلاة الجمعة قبل يوم واحد من الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير. وتبنى تنظيم "أنصار بيت المقدس الهجوم، بينما أدانته "جماعة الإخوان" وطالبت بعدم الربط بينها وبين العنف والإرهاب. واستهدف التفجير الأول مبنى مقر مديرية أمن القاهرة الواقع في حي باب الخلق بوسط القاهرة، حيث انفجرت سيارة مفخخة أمام مدخل المبنى، مما أسفر عن سقوط خمسة قتلى على الأقل وإصابة 76 آخرين. كما تسبب في تدمير واجهة المبنى وعدد من المباني المجاورة ودمر متحف الفن الإسلامي بالكامل، فيما لا تزال قوات الدفاع المدني تواصل جهود استخراج الضحايا من الطابق الأرضي للمديرية نظرا لسقوط كتل خرسانية داخله. وقالت وزارة الداخلية المصرية -في بيان رسمي- إنه جرى نقل المصابين وحصر الحالات، مشيرة إلى أن المصابين يعانون إصابات مختلفة ومتنوعة، وما زالوا تحت العلاج والملاحظة. وأكد مصدر أمني أن التفجير وقع نتيجة انفجار سيارة مفخخة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات يقودها انتحاري، مما أدى إلى انهيار أجزاء من مبنى المديرية، إضافة إلى تضرر مبنى محكمة جنوبالقاهرة ومبنى متحف الفن الإسلامي المقابل لمبنى المديرية. وقال المصدر إن المعلومات الأولية تؤكد أن السيارة كانت تسير في شارع بورسعيد، حيث يوجد مبنى المديرية، وتوقفت فجأة وانفجرت، وأضاف أنه جارٍ فحص بقايا السيارة وتحليل الحمض النووي "دي إن إيه" للانتحاري الذي فجر نفسه بالسيارة. وفي حي الدقي بمحافظة الجيرة قتل مجند وأصيب 15 آخرون بينهم عدد من الضباط بجروح، نتيجة انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع زرعت في شجرة قرب حاجز أمني بحوار محطة مترو بمنطقة الدقي. كما شهدت منطقة الطالبية بحي الهرم في محافظة الجيزة تفجير قنبلة يدوية بدائية الصنع. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف قوله إن الهجوم وقع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى أهرامات الجيزة، ولم يسفر عن سقوط قتلى. وشهدت عدة محافظات مصرية ومقار مديريات الأمن تشديدات أمنية، حيث أعلنت سلطات الأمن أنها نجحت في إبطال مفعول كميات كبيرة من المتفجرات استهدفت منطقة السيدة نفيسة السكنية في بورسعيد "شمال شرقي القاهرة" بعد رصد لتحركات إحدى سيارات النقل والتي توقفت أمام مجموعة من العمارات السكنية، تقطن بعمارتين منها مجموعة كبيرة من أفراد الشرطة. وفي محافظة الأقصر "جنوب" شددت قوات الشرطة والجيش الإجراءات الأمنية في أعقاب تفجير مبنى مديرية أمن القاهرة، حيث شوهدت دوريات من مدرعات الجيش والشرطة تطوف شوارع وميادين المدينة، وجرى تشديد الإجراءات الأمنية على مداخل ومخارج المدينة. كما تم تشديد التواجد الأمني في محيط مباني المحافظة ومديرية الأمن والمطار الدولي والفنادق الكبرى والمناطق الأثرية والسياحية وأغلقت الطرق المؤدية لمبنى مديرية الأمن وقسم شرطة الأقصر ومبنى جهاز الأمن الوطني، كما تم الدفع بتعزيزات أمن بمحيط مقر إقامة ضيوف مهرجان الأقصر للسينما المصرية الأوروبية ومواقع عروض وندوات المهرجان الذي يختتم اليوم. من ناحية أخرى، أتت هذه التفجيرات قبل ساعات من بدء المظاهرات التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم "الشرعية" ورفض "الانقلاب" تحت اسم "جمعة العمل الثوري" قبل يوم من الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، حيث طالب المصريين بمواصلة التظاهر لمدة 18 يوما على غرار التظاهرات التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك في 11 فيفري 2011. كما دعت جماعة الإخوان كل الفصائل الوطنية الثورية إلى التوحد ونبذ أسباب الفرقة وتوحيد الشعارات المرفوعة في الميادين، وعدم التنازع بين رفقاء الميدان. وطالبت الجماعة -في بيان لها- من سمتهم رفقاء الثورة بالتعاون والثقة المتبادلة والوعي الحقيقي لتفادي كل محاولات الانقلابيين "خديعة الثورة والثوار"، وشددت على أهمية التواصل والتنسيق بين كل شركاء الثورة للحفاظ على "وهج الثورة ووحدة الهدف".