أبدى قراء “الخبر” الأوفياء مساندتهم لرفع سعر نسخة الجريدة من عشرة إلى خمسة عشر دينارا جزائريا، ابتداء من اليوم 1 فيفري، عملا بالقرار الذي اتخذه مجلس الإدارة، بعد ارتفاع سعر الورق في السوق العالمية، وتزايد التضخم. واعتبر هؤلاء القراء، الذين رافقوا “الخبر” منذ صدورها في الفاتح من نوفمبر 1990، أنهم تفهموا الظروف والأسباب التي أدت إلى اتخاذ القرار. كشفت ردود فعل القراء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن القراء الأوفياء يعتبرون قرار الزيادة الذي اتخذه مجلس إدارة مؤسسة “الخبر”، القاضي برفع سعر الجريدة من عشرة إلى خمسة عشر دينارا ابتداء من اليوم، لا يعني تخليهم عن جريدتهم المفضلة التي رافقوها منذ ما يقارب الأربعة وعشرين عاما. بينما كشف قراء آخرون، من المناطق النائية والجنوب، أن سعر النسخة الجديد ليس غريبا عنهم، حيث أن تمسكهم بالجريدة ووفاءهم لها أدى بهم إلى شرائها بسعر خمسة عشر دينارا منذ عدة سنوات، بتأثير من رغبتهم في إعلام ذي مصداقية، وتمسكهم بجريدة تحترم مهنة الصحافة. وصبت تعليقات القراء، على ذات المواقع، في اتجاه التفهم، والتمسك بقراءة “الخبر”، معتبرين أن إعلان الوفاء للجريدة يعتبر بمثابة رأسمال لا يحيدون عنه، موضحين أن “الخبر” تحولت فعلا، على مر السنوات، إلى جريدة “بيوت الجزائريين”، ومصدر موثوق ذي مصداقية يمكنهم من الاطلاع على الأخبار، وهم يدركون تماما أن استقلالية الجريدة، وابتعادها عن سلطة المال والسياسة، تعتبر بمثابة رأسمال رمزي يجعلهم يظلون أوفياء لها. وذكر آخرون أن مهنية “الخبر”، وابتعادها عن التهويل، وتركيزها على الجانب الإعلامي الموضوعي، جعلها مصدر ثقة لديهم، وعليه من الصعب عليهم التخلي عنها وتركها، وعدم مسايرة التحولات التي حصلت بها، والتي أملتها ظروف اقتصادية وتصحيح مالي. وكان المدير العام لجريدة “الخبر”، شريف رزقي، قد فسر، أول أمس، مختلف الأسباب التي أدت بمجلس الإدارة إلى اتخاذ القرار، وأرجع ذلك إلى ارتفاع سعر الورق على مستوى السوق العالمية، وتزايد التضخم، وتراجع هامش الربح خلال السنوات الأخيرة، إلى درجة أن الجريدة أصبحت تعمل وفق توازن هش. علما أن “الخبر” لا تستفيد من الإشهار العمومي والمؤسساتي القادم من المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، صاحبة الاحتكار، على أسس الموالاة والتملق للسلطة. كما أن هامش الربح بسعر عشرة دنانير يعتبر هامشا ضئيلا، لا يسمح للموزعين بتغطية كل التكاليف التي عرفت ارتفاعا متزايدا خلال السنوات الأخيرة. ودعا شريف رزقي القراء إلى الاستمرار في التمسك بجريدتهم، ووعدهم بتحسين محتواها، وإيصالها إلى أبعد مكان، بعد تحسين مستوى التوزيع، كنتيجة منطقية لقرار رفع السعر. مذكرا بأن قرار رفع السعر اتخذ بعد تردد دام سنوات، وأوضح أن “الخبر” رافقت القراء البسطاء، وعبرت عن تطلعاتهم، ونقلت مشاكلهم، ومازالت تقوم بذلك، لكن المنطق الاقتصادي تغلب على العواطف في نهاية الأمر. يذكر أن سعر نسخة “الخبر” لم يرتفع منذ 1995، وظلت تباع بسعر عشرة دنانير على مدى تسعة عشر عاما.