قال اللّه سبحانه وتعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} الماعون:1-7. سورة عظيمة في بنائها وتركيبتها، فهي تخاطب أعماق القلب والوجدان. يحثنا اللّه عزّ وجلّ فيها على إطعام اليتيم والمسكين، والتّحضيض على ذلك، روى البخاري في صحيحه من حديث سهل بن سعد: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ”أنا وكافل اليتيم في الجنّة هكذا” وقال بإصبعيه السبابة والوسطى. وعلى أداء الصّلاة في وقتها، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} النّساء:103. كما ترشدنا لفعل المعروف، روى البخاري في صحيحه من حديث عبد اللّه بن عمرو أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ”أربعون خصلة، أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمَل بخصلة منها رجاء ثوابها، وتصديق موغودها إلاّ أدخله اللّه بها الجنّة”. قال حسّان: فعددنا ما دون منيحة العنز من ردّ السّلام وتشميت العاطس وإماطة الأذى عن الطّريق ونحوه فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة. إلى جانب الحثّ على الإخلاص في العمل، والتّحذير من الرِّياء والسُّمعة، كما قال تعالى عن عباده المؤمنين: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّه لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} الإنسان:8-9. وروى البخاري ومسلم من حديث جندب: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ”مَن سَمِع سَمِع اللّه به، ومَن يُرائي يُرائي اللّه به”.