دعت قوى وفصائل ومنظمات أهلية فلسطينية اليوم الأحد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما غدا الاثنين إلى رفض ما وصفتها "بالضغوط" الأمريكية لتمديد مفاوضات السلام مع إسرائيل. وأجمع ممثلو القوى والفصائل الفلسطينية على انتقاد الرعاية الأمريكية لعملية السلام وحذروا من "خطر" استمرار المفاوضات في تصفية القضية الفلسطينية. وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري إن حركته تدعو عباس إلى إعلان انسحابه من المفاوضات ووقف الرهان على الموقف الأمريكي الراعي لها متهما بالإدارة الأمريكية ب"الانحياز" للمواقف الإسرائيلية في المفاوضات على حساب الحقوق الفلسطينية وطالب بوقف نهج التسوية والمفاوضات. واعتبرت حركة (الجهاد) الإسلامي في فلسطين على لسان القيادي فيها خضر حبيب أن عنوان اللقاء بين عباس وأوباما "سيكون مزيدا من الضغط على القيادة الفلسطينية لتمرير الأفكار الأمريكية التي تحمل وجهة النظر لإسرائيلية".من جهته دعا جميل مزهر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عباس إلى "إعلان فشل المفاوضات والانسحاب الفوري منها وعدم التمديد بأي حال من الأحوال وعدم الخضوع للضغوط والابتزاز الأمريكي". وحذر مزهر من أن أي أفكار أمريكية ضمن اتفاق الإطار أو مرجعية جديدة للمفاوضات "تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة واللاجئين والتنازل عن القدس عوضا عن إجبار الجانب الفلسطيني على الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية". وأبدت 80 منظمة أهلية فلسطينية موقفا مماثلا للفصائل والقوى الفلسطينية بدعوتها عباس إلى رفض "الضغوط" الأمريكية في المفاوضات مع إسرائيل والتمسك بالحقوق الفلسطينية كاملة. وأكدت المنظمات في بيان مشترك لها على "التمسك الكامل برفض أي اتفاق مهما كان ينتقص حقوق شعبنا في تقرير مصيره وفي أرضه وقدسه وعودة لاجئيه والإفراج عن أسراه وسيطرته على مصادره الطبيعية وغيرها من حقوقه الثابتة ". ومن المقرر أن يلتقي الرئيس عباس غدا في واشنطن أوباما لبحث مصير مفاوضات السلام الجارية برعاية أمريكية مع إسرائيل منذ نهاية جويلية الماضي وذلك قبل ستة أسابيع من انتهاء سقفها الزمني. وتنتظر عباس ملفات ساخنة من المتوقع مناقشتها خلال لقائه مع أوباما أهمها مطالبة إسرائيل للفلسطينيين الاعتراف بها كدولة يهودية وإصرارها على البقاء في المناطق الحدودية مع الأردن الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون. كما أنه من المتوقع أن تجري خلال اللقاء مناقشات حول الخلافات مع إسرائيل في قضايا جوهرية من بينها حدود الدولة الفلسطينية ومسألة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إضافة إلى مسألة القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم وكذلك قضية اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من بلداتهم أبان احتلال إسرائيل لأراضي عام 1948 وقضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وكان عباس أبلغ أعضاء المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها خلال اجتماعهم في رام الله الأسبوع الماضي أنه لن يوافق على "خيانة" القضية الفلسطينية تحت أي ضغوط يتعرض لها قائلا "عمري الآن 79 عاما ولست مستعدا أن أنهي حياتي بخيانة ولست مستعدا أن أسمح بالإساءة لحركة فتح".