تتوالى ردود الفعل المستنكرة لقمع مسيرات الربيع الأمازيغي، الأحد الماضي، بمنطقة القبائل، ووصفها حزب “جيل جديد” ب”التصرفات الوحشية والهمجية التي لا تشرف الجزائر”، بينما اعتبرتها الحركة الثقافية الأمازيغية “انتهاكا للتاريخ والتراث والهوية الوطنية”. فتحت السلطة على نفسها بابا جديدا مع المعارضة، في أعقاب إعطائها تعليمات لقوات الأمن بمنع وقمع مسيرات الربيع الأمازيغي التي شهدتها منطقة القبائل، الأحد الماضي، وهي الأحداث التي عرفت سقوط جرحى وتخريب ممتلكات عمومية. وأورد حزب “جيل جديد” في بيان، أمس، تلقت “الخبر” نسخة منه، أن “مظاهرات إحياء الربيع الأمازيغي في ولايات القبائل تخللتها معاملات تعسفية وقمعية من طرف قوات الأمن، خرقت من خلالها كل الأعراف الديمقراطية والمبادئ العامة لحقوق الإنسان والمواطنة والحريات العامة”. وأوضح البيان ذاته، أن “النظام البوتفليقي مرر مشروع العهدة الرابعة بالقوة رغم الرفض الشعبي الكبير، ولم يبق له لتوقيف غضب الشعب سوى استعمال العصي والاستنجاد بأساليب العنف والترهيب، هذه هي جزائر العزة والكرامة التي يتغنى بها الرئيس وأنصار العهدة الرابعة”. وسجّل “جيل جديد”، وفقا للمصدر، تنديده “بهذه التصرفات الوحشية والهمجية التي لا تشرف الجزائر، والتي تعتبر خرقا فادحا لحرية الجزائريين والجزائريات في التظاهر السلمي”. من جانبها، شجبت الحركة الثقافية الأمازيغية منع وقمع مسيرات الربيع الأمازيغي، وذكرت في بيان لها، تسلمت “الخبر” نسخة منه، بأن “قمع المسيرات بمثابة الانتهاك للتاريخ والتراث والثقافة والهوية الوطنية واللغة الأمازيغية”. وجددت الحركة تمسكها بتحقيق الهوية الأمازيغية، وطالبت بهيكل خاص باللغة الأمازيغية وجعلها رسمية مثل اللغة العربية، وتعيين رئيس للأكاديمية الأمازيغية ورئيس للمجلس الأعلى للأمازيغية، وتدريسها كلغة بطريقة إجبارية، وتنظيم تظاهرات وطنية، على غرار “تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية”، و”قسنطينة عاصمة للثقافة العربية”. وطالبت، من جهتها، حركة المواطنة للحريات والتنمية، “بالإفراج الفوري عن الموقوفين في مسيرات الربيع الأمازيغي في ولايتي تيزي وزو وبجاية”. وأوضحت الحركة في بيان موقع من قبل النائب السابق علي براهيمي أنه “بعد انتهاء المسخرة الانتخابية الفريدة من نوعها في العالم، اتضّح أن القمع بدأ في خلق جو من العنف بهدف التشويش على مطلب الحرية من طرف أطياف المجتمع”.