تسببت المواجهات التي تجددت بين رجال الشرطة ومجموعات من الشباب أمس، بتيزي وزو، في وقوع جرحى في صفوف المحتجين الذين واصلوا عمليات التخريب والشغب بالمدينة، للتعبير عن رفضهم لتدخل قوات الأمن لتفريق المتجمهرين في المسيرة المخلّدة للذكرى ال34 للربيع الأمازيغي، والتي تحولت إلى أعمال عنف ورشق بالحجارة بين المتظاهرين والشرطة. واعتصم أمس، عدد كبير من الطلبة والمواطنين أمام مدخل جامعة حسناوة، وساروا باتجاه المدينة، غير أن تجدد أعمال الشغب أدى إلى تدخل قوات الأمن التي استعملت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين الذين أصروا على مواصلة الاحتجاج، ما أدى إلى إصابة البعض منهم بجروح خلال هذه المواجهات. وأمام تصدي قوات الأمن لهم قرر المحتجون قطع الطريق بحي لعمالي أحمد، المعروف باسم “ليبوجي” مما أدى إلى غلق حركة المرور أمام المركبات. وفي هذا السياق أكدت ولاية تيزي وزو، أن الهدف من انتشار وحدات الأمن عبر شوارع المدينة أول أمس، كان “تأطير المسيرة وليس منعها”، حسبما جاء في بيان لها في ردها على بعض المعلومات التي تروّج بأن مصالح الأمن قمعت المسيرة التي دعت إليها بعض الجمعيات والشخصيات السياسية، ومناضلي الحركة الثقافية البربرية “ام سي بي”. ويوضح البيان الذي تلقت المساء” نسخة منه أن هذا “المنع المفترض لا يمكن له أن يكون طالما أن السلطات على قناعة بالمطالب المتعلقة بالتاريخ، التراث والثقافة، وكذا الهوية الوطنية واللغة الأمازيغية التي يجب أن تحظى بدعم ومتابعة، وأن التكتّم عن مثل هذه المطالب المشروعة يعود إلى زمن مضى”. وأكد البيان أن مصالح الأمن حريصة على أمن المواطنين، لذلك قامت بوضع إجراء أمني موجه لتأطير ومرافقة المتظاهرين من نقطة انطلاق المسيرة إلى غاية نقطة الوصول، “غير أن مجموعات من المتظاهرين اختاروا مسالك أخرى الأمر الذي أدى إلى عدم التفاهم على اختيار الطريق وإثارة الفوضى.