تتسابق روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، منذ 3 سنوات للحصول على اتفاق دفاعي طويل الأمد مع الجزائر، بسبب زيادة الأهمية الإستراتيجية للجزائر التي حافظت على استقرارها في منطقة جغرافية مضطربة تضم أكثر من 120 مليون نسمة، وبسبب فقدان روسيا لمنطقة نفوذها في ليبيا قبل 3 سنوات. ازدادت أهمية الجزائر في الخريطة الإستراتيجية وبات التعاون العسكري المستند لاتفاق دفاعي طويل الأمد بين الجزائروواشنطن أو مع موسكو، حسب مصدر عليم، أكثر من ضروري بسبب الاضطرابات التي تشهدها دول عربية كبرى أهمها سوريا ومصر، وقال مصدر عليم إن صناع القرار في الجزائر وقعوا تحت ضغط أمريكي شديد استغل في السنوات الأخيرة استند إلى ورقتي ضغط لإبعاد الجزائر عن أي تحالف طويل الأمد مع روسيا أو الصين في إطار سباق دولي بين روسياوالولاياتالمتحدة للحصول على امتيازات عسكرية واتفاق دفاعي مع الجزائر، وقال نفس المصدر إن العبارات التي تلفظ بها بوتفليقة في آخر لقاء جمعه مع وزير الخارجية الأمريكي حول النقائص التي تطبع التعاون الأمني مع الولاياتالمتحدة كانت ورقة الضغط الأهم التي يستغلها الأمريكيون لإبعاد الجزائر عن أي تحالف مع روسيا، أما الورقة الثانية فهي موقف واشنطن من قضية الصحراء الغربية والتعاون العسكري مع المغرب والمساعدات العسكرية التي تحصل عليها الرباط والتي يرى صناع القرار أنها تهدف لإيجاد توازن عسكري في المغرب العربي وإرسال رسالة قوية للجزائر لمنعها من الاتجاه نحو روسيا، وزاد حجم التعاون العسكري بين واشنطنوالرباط في نفس الوقت الذي حاولت فيه روسيا الاقتراب أكثر من الجزائر. وعرضت واشنطن على الجزائر توقيع اتفاق دفاعي طويل المدى يسمح بتحويل التعاون الأمني والعسكري بين الجزائروواشنطن إلى تحالف عسكري طويل الأمد يتضمن استفادة القوات الأمريكية من مزايا عسكرية في الجزائر، واستفادة القوات الجزائرية من مساعدات عسكرية وتقنية حديثة، وقال مصدر عليم إن الرئيس بوتفليقة أجل النظر في عرض أمريكي قدم للجزائر في عام 2012 يتضمن تحويل التفاهمات الأمنية والعسكرية بين الجزائروواشنطن إلى اتفاق دفاعي طويل المدى بين البلدين، وأشار المصدر ذاته إلى أن العرض الأمريكي تضمن تسهيلات مهمة للجزائر في مجال نقل التكنولوجيا الدفاعية والتدريب العسكري والأمني للضباط الجزائريين مقابل المشاركة الدورية للجيش الجزائري في مناورات عسكرية مع القوات البحرية والبرية والجوية للولايات المتحدةالأمريكية، وتسهيلات يحصل عليها الأمريكيون في قواعد بحرية وجوية جزائرية. وقال ذات المصدر إن الأمريكيين قدموا عرضهم في نفس الوقت مع طلب روسي للحصول على تسهيلات في قواعد بحرية جزائرية بعد اندلاع الثورة السورية، وهو ما دفع القيادية السياسية في الجزائر، لتفسير العرض الأمريكي بأنه محاولة للتشويش على المساعي الروسية للحصول على تعاون عسكري أكبر مع الجزائر، وقد تقرر في حينه تأجيل النظر في الطلب الأمريكي مع التحفظ على مسألة التسهيلات في القواعد. وحسب المصدر ذاته، فإن الأمريكيين يحتاجون لزيادة التعاون مع الجيش الجزائري لضمان الاستقرار في 5 دول على الأقل هي تونس، ليبيا، مالي، النيجر وموريتانيا. وأفاد مصدر عليم للغاية أن أهمية الجزائر على المستويين القاري والإقليمي قفزت في السنوات الخمس الأخيرة لكي تصبح الجزائر بمثابة رمانة الميزان بالنسبة للاستقرار الإقليمي في منطقة تضم أكثر من 120 مليون نسمة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، ويعود سبب ارتفاع القيمة الإستراتيجية للجزائر لعدة عوامل تزامنت جميعا مع ما يسمى الربيع العربي، أهمها فشل المشروع الغربي في ليبيا والاضطراب الأمني في الساحل وعدم الاستقرار السياسي في تونس وفي مصر، وتنامي قوة الجيش الجزائري الذي استوعب تكنولوجيا عسكرية غربية وشرقية.