بعد أكثر من شهر على خطف حركة بوكو حرام المتطرفة ما يزيد عن 200 تلميذة، تستضيف باريس اليوم السبت قمةً أفريقيةً مصغرة، يشارك فيها الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، الذي تلقى استراتيجيته في مواجهة هذه الجماعة الإسلامية انتقادات متزايدة. وتجمع القمة في قصر الإليزيه رؤساء نيجيريا والكاميرون والنيجروتشاد وبنين، فضلاً عن ممثلين عن الولاياتالمتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، بهدف وضع استراتيجية إقليمية ضد حركة بوكو حرام، التي ظهرت عام 2002 وباتت تشكل تهديداً متزايداً للدول المجاورة لهذا البلد العملاق، الواقع في غرب أفريقيا. تسعى باريس، التي امتنعت عن إصدار انتقادات علنية لنيجيريا، حليفها الجديد وإحدى القوى الاقتصادية في أفريقيا، من خلال هذه القمة لتنسيق مكافحة المجموعة الإسلامية على المستوى الإقليمي. وإن كان من غير المطروح القيام بتدخل عسكري غربي ضد بوكو حرام، إلا أن قصر الإليزيه يؤكد أن فرنسا، التي تنفذ عمليةً في مالي وأفريقيا الوسطى وتنشر قوات في تشادوالنيجر، لديها خبرة حقيقية تخولها تحريك هذه الحملة ضد بوكو حرام، وهي لديها عدة رهائن محتجزين في المنطقة. وأشار مصدر عسكري إلى أن فرنسا تنشر طائرات رافال في نجامينا، يمكنها القيام بمهمات استطلاع، وطائرتين بدون طيار في النيجر. وتعقد القمة في وقت تعمل باريس على إعادة تنظيم قواتها العسكرية في أفريقيا "من أجل مفهوم إقليمي لمكافحة الإرهاب"، بحسب ما قال وزير الدفاع جان إيف لودريان، الذي سيعرض بشكل مفصل قريباً القوات العسكرية، التي تضم ثلاثة آلاف جندي فرنسي في منطقة الساحل والصحراء.