اقتنع مدرّب المنتخب الوطني، كريستيان غوركوف، بأن إجماع التقنيين والاختصاصيين على إلصاق صفة المرشح الأول للتتويج ب”الكان”، سيرفع من حدّة الضغط على لاعبيه خلال الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا المقبلة بغينيا الاستوائية، ما جعله، تحت تأثير صدمة سحب القرعة، إلى عقد ندوة صحفية حتى “لا يقول” إن هدفه هو التتويج باللّقب القاري، بينما اختلف التقنيون الجزائريون الذين تحدثت “الخبر” معهم حول موقف غوركوف في تفادي الإعلان عن التتويج بالكأس كهدف للمنتخب. اجتمعت الظروف التي تسبق المنافسة القارية لتدفع مدرّب المنتخب الوطني وقبله رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمّد روراوة إلى رسم “خارطة طريق” السياسة الإعلامية الواجب انتهاجها قبل موعد “الكان”، وهي خارطة تجمع بين نقيضين يحققان هدفا واحدا وهو البقاء في منأى عن أي ضغوط تبدو محتملة خلال وبعد مباريات الدورة النهائية، حيث يخفي اتفاق غوركوف وروراوة على تبنّي نفس الخطاب الذي لا يجعل من المنتخب الوطني صاحب المركز الريادي قاريا في تصنيف “الفيفا” والمنتخب الوحيد المشارك في الدورة الذي بلغ ثمن نهائي المونديال، ساحة شعور بقية المنتخبات وتحت أضواء كل المتتبعين والتقنيين. ويأتي ذلك، كون مدرّب المنتخب الوطني فهم بأن نظراءه من المنتخبات الأخرى، خاصة المتواجدة معه ضمن نفس المجموعة الثالثة، توظّف ورقة الضغط المعنوي على لاعبي المنتخب الجزائري حتى تضمن مواجهة “الخضر” بأكثر راحة، كون صفة “المرشّح الأول”، في نظر المدرّب الوطني، تعتبر “تكليفا” أكثر منه “تشريفا”، ومن ثمة وجب التصدّي بذكاء لهذا الترشيح من خلال الإلحاح على أن هدف المنتخب الجزائري ليس التتويج بالكأس القارية وبأن ثمة عدة منتخبات لا تقل قوة عن “الخضر”، خاصة تلك المتواجدة ضمن مجموعته، تملك حظوظا كبيرا لخلافة نيجيريا في حمل الكأس. وحتى يمسك العصا من الوسط، وذر الرماد في عيون المنافسين وعدم جعل الشك يراود أنصار المنتخب الوطني، فإن المدرّب الفرنسي ل«الخضر”، وجد العبارة “السحرية” التي تجعله يحقق هدفه من خلال ندوته الصحفية، حين قال بأنه يراهن على الفوز بكل المباريات، دون أن يتحدث صراحة عن أنه يراهن على التتويج بكأس أمم إفريقيا، ليستوقف الإعلاميين عند هوية المنتخبات “القوية” المتواجدة ضمن المجموعة الثالثة بجانب الجزائر وهي غانا والسينغال وجنوب إفريقيا، ليقول إن الأمر يتعلق بصراع رباعي يعد بالإثارة على تأشيرتين ستبقيان في المزاد، ليضيف بعدها بأن مهمة المنتخبين المتأهلين إلى ربع النهائي من المجموعة الثالثة سيصطدم بمنتخبات المجموعة الرابعة التي يمثلها الكامرون وكوت ديفوار ومالي، وهو إعلان صريح من غوركوف بأن المنتخب الجزائري، وسط كل المنتخبات القوية ضيفة الطبعة الثلاثين تملك حظوظا متساوية للتتويج باللّقب القاري، بينما راجع محمد روراوة حساباته بعدما تعرف على منافسي “الخضر” وبعد نقل المنافسة من المغرب إلى غينيا الإستوائية، وأعلن بأن بلوغ نصف النهائي هو الهدف المسطر خلال الدورة. وبعيدا عن استراتيجية روراوة وغوركوف في طريقة دخول معترك “الكان” إعلاميا، فإن الدورة النهائية المقبلة ستضع المنتخب الوطني على المحك وستجعله يختبر قوته ثلاث مرات في الدور الأول أمام أقوى المنتخبات القارية المشاركة في الدورة، وهو سلاح ذو حدين، يمكن أن يفضي إلى تكريس الهيمنة الجزائرية على المنتخبات الإفريقية ويؤكد صحة تألق “الخضر” وتصدره لترتيب المنتخبات الإفريقية، وإما أن تكشف الاختبارات الثلاثة قيمة المنتخب الجزائري وما يزنه كرويا على الساحة الإفريقية، بعدما ساد الحديث إعلاميا وبين عديد المناصرين الجزائريين بأن كل المنتخبات التي أطاحت بها التشكيلة الوطنية، تقل قيمة عن المنتخبات التي ستنافس “الخضر” على إحدى تأشيرتي المجموعة الثالثة في الدور الأول من دورة غينيا الإستوائية.