تسبب انفجار أمام السفارة الجزائرية في العاصمة الليبية طرابلس، في إصابة أفراد من الأمن الدبلوماسي الليبي بجروح، وتضاربت الأنباء حول طبيعة هذا التفجير، فبينما ذكرت مصادر رسمية ل”الخبر” أن الهجوم كان عبارة عن قذيفة “آربيجي” أطلقها مجهول على حجرة للأمن الدبلوماسي المكلف بحراسة السفارة الجزائرية، ذكرت مصادر إعلامية أن التفجير ربما يكون بسيارة مفخخة أو حقيبة بها عبوة ناسفة تم زرعها في محيط السفارة. كما اختلفت الأخبار بشأن عدد الجرحى الذين يتراوح عددهم بين شرطيين اثنين، حسب مصادر رسمية، وأربعة أفراد من الشرطة حسب مصادر إعلامية، أصيبوا خلال التفجير الذي استهدف نقطة حراسة الأمن الدبلوماسي القريبة جدا من مقر السفارة الجزائرية في العاصمة الليبية طرابلس، والذي لم يصب بأضرار خلال التفجير، الذي خلف خسائر مادية أصابت بعض السيارات القريبة. وأعلن الجناح الليبي لتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام “داعش” مسؤوليته عن العملية، حسب ما أوردته قناة “سكاي نيوز”، استنادا إلى صور بثتها قناة تابعة للتنظيم، قالت إنها خاصة بالتفجير. الخارجية الجزائرية: لا نجزم بأن العملية استهدفت السفارة وأكد الناطق الرسمي باسم الخارجية الجزائرية، السيد عبد العزيز بن علي الشريف، في تصريح ل “الخبر”، خبر تعرض محيط السفارة الجزائريةبطرابلس إلى تفجير، موضحا بأن “الأمر يتعلق بعبوة ناسفة فجرت عن بعد ومست أساسا مركزا لقوات الدعم المركزي، والمعروفة أيضا تحت اسم “الشرطة الدبلوماسية” التي أصيب بعض أفرادها بجروح”. كما أكد محدثنا أن “الجزائر لا يمكنها أن تجزم بأن سفارتها هي التي كانت مستهدفة بهذه العملية”، واغتنم الفرصة ليشدد على “أننا ندين بشدة هذه العملية الإرهابية التي لا مبرر لها”. وطمأن الناطق باسم الخارجية أن العملية لم تنته إلى أي خسائر مادية أو بشرية في الجانب الجزائري، مذكرا بأن مقر السفارة تم إخلاؤه، كما أخليت كل التمثيلية الجزائرية في ليبيا في وقت سابق. “فجر ليبيا” تتهم حفتر بالوقوف وراء التفجير من جهته، قال المكتب الإعلامي لعملية “فجر ليبيا”، في صفحتها الرسمية على الفايسبوك: “انفجرت عبوة ناسفة قبل قليل أمام مبنى السفارة الجزائرية في العاصمة طرابلس، أدت إلى إصابة عضوين من أعضاء الشرطة التابعة للأمن الدبلوماسي بجروح طفيفة، وخلف بعض الأضرار المادية بالسيارات المحيطة بالمنطقة”. وأضاف البيان: “إن الجزائر كان لها موقف قوي جدا أمام الجامعة العربية قبل أسبوعين، وقف سدا منيعا أمام القوى الإقليمية الداعمة للانقلابيين والخونة في برلمان طبرق المحل، كما كان لها موقف صلب داعم للسلطة الشرعية الوحيدة في ليبيا متمثلة في المؤتمر الوطني العام والحكومة المنبثقة عنه حكومة الإنقاذ الوطني، ولذلك قامت قوى الظلام الإرهابية التابعة لحفتر وعصابة طبرق باستهداف السفارة، لإحداث ضغط على الجزائر لتغيير موقفها، والإيحاء بأن العاصمة طرابلس تقبع تحت الإرهاب والإرهابيين”، على حد قولهم. جدير بالذكر أن السفارة الجزائرية مغلقة منذ فترة بعد إجلاء جميع الجزائريين العاملين فيها، بعد مخاوف من قيام جماعة إرهابية باستهداف دبلوماسيين جزائريين في ليبيا، ومع ذلك خصصت السلطات الأمنية الليبية حراسة أمنية دائمة لمقر السفارة الذي يقع في قلب العاصمة الليبية طرابلس، بمنطقة ذات رقابة أمنية مشددة، حيث تقع بالقرب منها السفارة السعودية، كما لا يبعد “ميدان الجزائر” الشهير عن مقر السفارة إلا بمسافة قصيرة. ويأتي هذا الخرق الأمني بعد التفجيرين اللذين أصابا مقري سفارتي مصر والإمارات في طرابلس، وتم إلقاء القبض على المجموعة التي اتهمت بارتكاب التفجيرين. وتقول السلطات الليبية إنهم موالون للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، كما سبق وأن قتل السفير الأمريكي في ليبيا “كريستوفر ستيفنز” وثلاثة من مواطنيه بمدينة بنغازي في 11 سبتمبر 2012، وغادرت عدة بعثات دبلوماسية ليبيا عقب المعارك العنيفة التي اندلعت حول مطار طرابلس الدولي بين قوات فجر ليبيا وكتائب الزنتان جنوبي العاصمة طرابلس الصيف الماضي. وتحاول حكومة عمر الحاسي إقناع العديد من الدول بإعادة بعثاتها الدبلوماسية إلى طرابلس، بعد طرد كتائب القعقاع والصواعق والمدني التابعة للزنتان والموالية لحفتر من العاصمة، وفرض حكومة الإنقاذ مدعومة بقوات فجر ليبيا سيطرتها الكاملة على طرابلس، مع توقف الاشتباكات المسلحة واستتباب الأمن “نسبيا” بالعاصمة، رغم الاختراقات الأمنية التي تحدث من حين إلى آخر، على غرار استهداف مقر قناة “النبأ” الفضائية بقذيفة “آربيجي” منذ أزيد من أسبوع، دون أن يخلف الهجوم الإرهابي إصابات باستثناء الأضرار المادية.