وصف البروفيسور منير بهادي الراحل بختي بن عودة بأنه كان ”فانوس وهران المضيء”، وهذا خلال الندوة التي انتظمت مساء أول أمس، على هامش الطبعة ال17 لمعرض الكتاب بوهران. وفي هذه الندوة التي نشطها الكاتب الصحفي محمد بن زيان، استذكر رفقاء المرحوم بختي بن عودة الذي اغتاله الإرهاب في 22 ماي 1995 بمدينة وهران في ملعب جواري في حيه، مناقب ذلك المشروع الذي توقف برحيله. فقد تحدث الأستاذ الجامعي منير بهادي عن الأدوار المتعددة التي أداها الراحل في مدينة وهران وفي الجزائر. وكان سباقا إلى طرح كبريات المسائل الفكرية، من خلال تنقيباته في التراث وتطلعاته في مجالات البحث الأدبي والفلسفي، فاستفرد بمكانة المحرك الفكري في المدينة، واجتمع حوله الجيل الجديد من الباحثين والأدباء لتتشكل في وهران نواة واعدة لانطلاقة فكرية عصرية. وقال الأستاذ منير بهادي: ”لقد تميز بختي بن عودة في كتاباته الصحفية بإدخال مصطلحات ومفاهيم لم تكن مألوفة، وكان رائدا في التفكير والتنظير لثقافة الاختلاف. عاش كأنه يسابق الزمن، كأنما كان مدركا أن حياته كانت محدودة زمنيا. وهو ما جعله يتبوأ المكانة المركزية في الحراك الثقافي والفكري والأدبي في مدينة وهران التي كان فانوسها المضيء”. وبعده قرأ الشاعر عبد الله الهامل واحدة من رسائله الكثيرة إلى بختي بن عودة، التي كتبها له بعد اغتياله، وصف له فيها الحياة بعده، وما آلت إليه أوضاع الناس وخاصة الذين كانوا قريبين منه، وكان النص مليئا بالمشاعر الجليلة، يقول ”سوف لن أخبرك عما حدث في هذا العالم مذ ترجلت عن نقصانه.. لكن فقط كنا نحتاج حضورك لتفكك الثورات العربية الجديدة التي عصفت بالدكتاتوريات العائلية في هذا الجزء المظلم من كوكب الأرض.. والجزائر أيضا كانت تحتاج هذه الرؤى لتفكيك الوئام والمصالحة. وتفكيك هذه العطالة المقيمة في حياتنا الثقافية.. كنا نحتاج هذا الحضور لأنك الوحيد في من عرفنا من كانت له اللمحة الذكية الخارقة لقول كل الاحتمالات لما سيحدث ولتعرية الغامض في راهننا المتشظي”. وجرت الندوة بحضور العديد من أصدقاء الراحل، وبحضور ابنته أسمهان بختي التي وقّعت كتاب أبيها ”ظاهرة الكتابة في النقد الجديد” الصادر سنة 2013، برعاية الدكتور عبد القادر فيدوح.