أكّد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، أنّ المؤتمر الإسلامي العالمي حول ”الإسلام ومحاربة الإرهاب” يأتي نظرًا لما تواجهه الأمّة المسلمة اليوم من تحديات كبيرة تستهدف دينها وتشوّه حضارتها وتصدّ عن هدي شرعها القويم، معتبرًا أنّ هذا الأمر ليس بجديد عليها، ومشيرًا إلى أنّ التاريخ القريب والبعيد ما زال يحدّثنا عن الكثير من الكيد والافتراء، الذي دُسّ على الإسلام بقصد النّيل منه وتقطيع الجسور، الّتي توصل النّاس إلى أفيائه، فهذا الجهد الآسن لن يغيب ما بقي اللّيل والنّهار. وصرّح الدكتور التركي في المؤتمر الصحفي الّذي عقده قبيل افتتاح المؤتمر الّذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي خلال الفترة من 22 حتّى 25 فيفري، بمشاركة نخبة من أصحاب الفضيلة والعلماء والمختصين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، بمقر الرابطة في مكةالمكرمة، ”الجديد في واقعنا أنّ بين ظهرانينا ومن أبنائنا مَن يقدّم الأنموذج الأسوأ، الّذي بحث عنه كثيرًا الطّاعنون في الإسلام حين كانوا يرمون الإسلام بأبشع التّهم من غير أن يجدوا دليلاً على دعواهم”، مضيفًا ”ما أحدثه سفهاء الأحلام تكفّلوا للطّاعنين بما يريدون وزادوهم ما لم يحلموا به بأفعالهم الرّعناء واستطالتهم على دماء النّاس وما ارتكبوه من ترويع للآمنين وإرهاب للمسلمين وغيرهم، تحت راياتهم الموشحة زورًا بشهادة التّوحيد وصيحاتهم بالتّكبير والتّهليل الّذي لا يجاوز تراقيهم”، مشيرًا إلى أنّ هذا الإفساد العريض يحدث باسم الإسلام وهو منه براء، مؤكّدًا أنّ الغيورين على الإسلام ومستقبله جادون في التّصدّي لهذه الحملة الّتي ارتكبت الموبقات متستّرة بلبوس الإسلام وراياته”، مشيرًا ”قد آن للعلماء والدّعاة وأهل الرّأي أن تكون لهم صولة ماضية البيان في التّحذير من هذا البلاء والبراءة منه، ووضع الحلول النّاجعة في تخليص شباب الأمّة من براثنه، بكشف عواره وتزييف دعواه وتقديم التصوّر الإسلامي الصّحيح فيما يعرض هنا وهناك من مقولات وتصرّفات لم تعد خافية على متابع”. وأضاف أمين عام الرابطة أنّ خادم الحرمين الشّريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أوكل إلى رابطة العالم الإسلامي استنفار جهود المخلصين من العلماء والدّعاة والمعنيين بالشّأن الإسلامي حول العالم للتّصدّي لخطر هذه الظّاهرة ووأدها قبل أن يتطاير شررها في المزيد من بلاد المسلمين، مفيدًا أنّ المؤتمر سيناقش 6 محاور تتعلّق بمفهوم الإرهاب من خلال الرّؤية الشّرعية وتعريفه في المنظور الدولي واستخدام الدّين مظلّة للإرهاب، وكذلك الأسباب الدّينية للإرهاب من حيث الجهل بمقاصد الشّريعة وأحكامها والتعصّب المذهبي والتحزّب الطّائفي والخطأ في ضبط المفاهيم الشّرعية، وغير ذلك. مبيّنًا أنّ المؤتمر سيشهد أيضًا عقد 6 ورشات عمل تتناول تطبيق الشّريعة والحكم الإسلامي الرّشيد والدّولة في الرّؤية الإسلامية المعاصرة ومفهوم الجهاد في الشّريعة الإسلامية، وأفضل الوسائل لعلاج الإرهاب إلى جانب تجارب مكافحة الإرهاب ودور الإعلام في مواجهته.