اشتعل الفتيل بين وزير الرياضة، محمّد تهمي، ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمّد روراوة، منذ الإعلان عن خيار عيسى حياتو وأعضاء المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بمنح شرف تنظيم “كان 2017” إلى الغابون وليس إلى الجزائر. الصفعة التي تلقتها الجزائربالقاهرة قبل أيام من طرف الهيئة الكروية القارية، فجّرت العلاقة بين تهمي وروراوة، وحدث ذلك بسبب موقف الوزير الذي أفقدته المهزلة برودة أعصابه وزعزعته إلى درجة سارع إلى استباق الأحداث بتحميل رئيس “الفاف” كامل المسؤولية، في الوقت الذي لم يخرج فيه محمّد روراوة عن القاعدة وجعل “الصمت حكمة”، وهو يواجه عاصفة الانتقادات والفضيحة المدوية في سماء القاهرة، التي رسّمت تراجع نفوذ روراوة في الهيئة الكروية القارية. اختلاف ردّة فعل الرجلين بعد إعلان نتائج تصويت أعضاء المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وعدم اتفاق روراوة وتهمي على استراتيجية مواجهة ذلك أمام الإعلام والرأي العام الرياضي، وحتى أمام المسؤولين عند العودة إلى الجزائر، فجّر العلاقة بين الرجلين، وأدخلهما في حرب غير معلنة بطريقتين مختلفتين، وهي حرب تؤكد بما لا يدع مجالا للشكّ بأن الوزير اقتنع بأن ثمة رأسا سيتم قطعها حتما، وبأن الفضيحة التي تكبّدتها الجزائر لن تمرّ دون عقاب، وفضّل توريط رئيس “الفاف” قبل أن يتورّط شخصيا، بينما عاد رئيس “الفاف” في هدوء وتحاشى فتح الموضوع، وهي ردّة فعل توحي بأن الرجل مقتنع بأن رأسه لن تُقطع، أو على الأقل وجب عليه مواجه “المقصلة” بشجاعة وببرودة أعصاب الكبار. وفي الوقت الذي فكّر فيه الوزير في إنقاذ نفسه بتصريحاته “العاجلة” في ندوة صحفية بالملعب الأولمبي، وبفتح النار على روراوة وعلى حياتو وعلى أعضاء المكتب التنفيذي ل«الكاف”، فإن روراوة، عضو المكتب التنفيذي للهيئة الكروية القارية، كانت له نظرة مغايرة للأحداث، وجعله تمرّسه وخبرته يواجه الصدمات في ثبات ودون الكشف عن استراتيجية الردّ على “الساخن”، كون الانتقام هو طبق يؤكل باردا، وهي مقولة يبني عليها روراوة حتما خطة الهجوم المضاد. عدم ثبات الوزير أمام هول ما حدث في القاهرة أفقده برودة أعصابه على خلاف رئيس “الفاف”، يؤكد بأن الرجلين لم يتفقا على استراتيجية لمواجهة الإعلام والجمهور الرياضي والمسؤولين عند العودة إلى الجزائر، ويؤكد الخلاف اليوم بأن مهزلة القاهرة كشفت نظرتين مختلفتين، فالأولى “هجومية عملية” من طرف الوزير مبنية على وضع رأس “خصمه” في المقصلة لإنقاذ رأسه، والثانية “دفاعية سلبية”، ترتكز على مواجهة العاصفة في هدوء، لأن الوقت كفيل برمي الفضيحة في ذاكرة النسيان. الفرق في الخبرة والتمرّس أوصل الوضع بين تهمي وروراوة إلى حرب لم تكن مبرمجة، غير أنها دفعت رئيس “الفاف” إلى المرور إلى السرعة القصوى من خلال محاولة تقزيم الوزير بنقل نهائي كأس الجزائر، بعد ثلاثة أيام من تصريحاته، إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. رسالة روراوة إلى تهمي وهو يلعب معه بميدانه، أن صفعة “الكاف” تتحمّلها السلطات التي يمثّلها الوزير وليس الاتحادية، والملعب الأولمبي الذي تقدّمت به الجزائر لاحتضان نهائي “كان 2017”، لا يمكنه أن يحتضن حتى نهائي كأس الجزائر، وهو موقف يحرج الوزير ويضع رأسه ورأس وزراء من قطاعات أخرى تحت المقصلة، خاصة وأن السلطات كانت تراهن كثيرا على تجهيز الملعب في الآجال المعلن عنها. قرار رئيس “الفاف” بتجريد وزير الرياضة من أي مصداقية بشأن مدى جاهزية ملعب 5 جويلية الأولمبي لاحتضان نهائي كأس الجزائر، جعل محمّد تهمي في قمّة الغضب، وهو قرار أحدث زلزالا في مبنى أول ماي وجعل الوزارة تعيش حالة غليان، كون محمّد تهمي اقتنع بأن ملعب 5 جويلية الأولمبي هو السيف الذي سيقطع رقبته أو رقبة خصمه.