شابت حالة من الارتباك حضور جمعية عامة انتخابية مصغرة، عقدت بقاعة دار الثقافة حسن الحسني بالمدية، أمس، تحت إشراف الشيخ حجيمي جلول، الأمين العام للنقابة الوطنية للأئمة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وبحضور ممثلين عن اتحاده الولائي. الشيخ حجيمي، الذي أدار عملية انتخاب مجلس ومكتب ولائي تابع لنقابته، لم يخف تشدده تجاه بعض المتدخلين من غير المنخرطين في النقابة قائلا “نحن مع النظام، وعلمتنا التجارب بأن مصلحة الأئمة لن تكون خارج هذا الإطار، أنا كنت مؤسس الاتحاد العام الطلابي الحر وأصبحت حافظا للقانون أكثر من اللوحة، وقررنا الانضمام إلى صف الدولة، لأنه من غير ذلك لن نتمكن من تحقيق مصالح الأئمة”، وهو الشيء الذي شد الانتباه وسط الحضور إلى المتدخلين على أنهم مجرد مندسين من طرف النقابة المنافسة المسماة المجلس الوطني المستقل للأئمة، المحسوب سياسيا على حركة مجتمع السلم. وتساءل حجيمي، في مستهل مداخلته التمهيدية لعملية انتخاب فرع المدية، إن كان من حق الإمام المنتمي إلى نقابته أن يضرب عن إمامة الصلوات بالمسجد لتحقيق مطالب مهنية، ليرد على ذلك قائلا “نحن إذا قررنا الاحتجاج، سنسلك الطريق إلى رئاسة الجمهورية، فنحن أول من طالب الرئيس بالترشح، وستعمل نقابتنا على تحرير الإمام من ضغوط كل من هب ودب”، منتقدا إدارة وزير القطاع السابق ومضيفا “الأئمة أصبح لهم موقف سياسي، نحن نريد حصانة للإمام كحصانة القاضي والنائب، ففي المرحلة السابقة أصبحت نظارات الشؤون الدينية تُسيّر من الشارع”. ليعرج بعدها على خصوصية مطلبية بعض الأطياف المهنية بين موظفي قطاع الشؤون الدينية، كحالة مفتشي الشؤون الدينية والأوقاف. ليخرج الحضور، حسب تعبير بعضهم، بانطباعات تنذر بطلائع معركة ميدانية بين نقابتين يجمعهما كتاب الله، وقد تطغى عليهما السياسة في المساجد، وهو ما تداركه المتحدث بقوله “نحن لا نوصي النقابة بقياس طول اللحى، فالإمامة تمنعنا من نشر غسيل بعضنا البعض، وسنتعامل كأئمة قبل أن نكون نقابيين”.