أفضى اللقاء الذي جمع أمس رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمّد روراوة، والمدرّب الوطني وحيد حاليلوزيتش، بمقر “الفاف” إلى افتراق الرجلين دون الاتفاق على تجديد العقد من عدمه، بعدما طلب البوسني مهلة جديدة للتفكير. كشف مصدر قريب من الاتحادية بأن المدرّب الوطني وحيد حاليلوزيتش لم يؤكد صراحة لرئيس الاتحادية بأنه يرغب فعلا في تجديد العقد، مشيرا إلى أن حاليلوزيتش كان ينتظر مبادرة صريحة من روراوة يحفظ بها ماء الوجه كونه كان السبّاق في الإعلان عن رفضه اتخاذ قرار تحت الضغط، ما ترتّب عنه دخوله في خلاف مع رئيس الاتحادية، بينما تحاشى روراوة إعادة تقديم عرض للبوسني لتجديد عقده، وهي القبضة الحديدية الجديدة التي كانت أشبه بحرب باردة، والتي جعلت لقاء أمس لا ينتهي باتفاق رسمي حول تجديد العقد أو بتقديم المدرّب الوطني ردّا سلبيا بهذا الشأن. وتحدث حاليلوزيتش عن مشاكل عائلية تعترضه منذ أيام والتي تجعله غير قادر على حسم مستقبله مع المنتخب الوطني، ولم يتحدّث المدرّب الوطني هذه المرة عن أي مشاكل رياضية، وهي مبررات جعلت روراوة يقتنع بأن المدرّب الوطني لا يريد المبادرة، ما جعله يؤكد له بأن هذا التردّد وطلبه لمهلة إضافية للتفكير يعني في نظره بأنه (حاليلوزيتش) لا يريد التجديد، حيث قال روراوة لحاليلوزيتش “خذ وقتك في التفكير، لكن اعلم بأن عدم تقديم أي ردّ صريح يعني بأنك لا تريد التجديد، وسأعرض ذلك على المكتب الفدرالي المقبل الذي كلّفني في وقت سابق بالتفاوض معك حول تجديد العقد.” حاليلوزيتش اقتنع بأن روراوة غير جاد ولم يخف مصدرنا بأن حاليلوزيتش اقتنع من خلال خطاب رئيس “الفاف” بأن هذا الأخير لم يعد جادا في عرض تجديد العقد، كون رئيس الاتحادية حرص في كل مرة على إقحام أعضاء المكتب الفدرالي، وهي طريقة تعامل إدارية محضة لم يعتد عليها حاليلوزيتش في كل تعاملاته مع رئيس الاتحادية الذي أقنعه منذ اتفاقه معه على تدريب “الخضر” على أنه الآمر الناهي في الاتحادية، وجعله يتأكد بأنه لا توجد كلمة تعلو على كلمته، ما دفع المدرّب الوطني في آخر حديثه مع رئيس الفاف إلى المغادرة دون الإقدام على خطوة الإعلان عن رغبته في التمديد حتى يحفظ ماء الوجه. ورغم أن التقاء روراوة وحاليلوزيتش الذي تم تفسيره على عودة العلاقات بينهما، إلاّ أن مصدرنا أكد بأن طريقة تعامل رئيس “الفاف” مع المدرّب الوطني اختلفت كثيرا عمّا كانت عليه في الماضي، ما يؤكّد حرص كل طرف على تفادي الخوض بالتفصيل في أسباب الخلاف. بينما أكد روراوة للمدرّب الوطني بأنه من حق الاتحادية العمل على إنجاح سياستها المنتهجة والتي تعتمد على ضمان أفضل اللاّعبين المغتربين وبأن المدرّب الوطني لا يمكنه الوقوف ضد هذه السياسة، ليضيف أيضا مخاطبا المدرّب الوطني “من حقك أن تبحث عن فريق أو منتخب جديد قبل انتهاء عقدك مع الاتحادية لو كنت لا تريد التجديد، ومن حق الاتحادية بدورها البحث عن خليفة لك قبل انتهاء عقدك، وهذا في نظري لا يمكن أن يكون مصدر إزعاج أو إثارة لأي حساسية.” حديث عن لومير ورونار ولم يخف مصدرنا بأن رئيس “الفاف” يسعى لضمان مدرّب أجنبي يقود المنتخب الوطني في فترة ما بعد المونديال بعقد قصير المدى ينتهي بانتهاء نهائيات كأس أمم إفريقيا بالمغرب، كون ضيق الوقت الذي يفصل نهاية المونديال وبداية تصفيات الدورة القارية يدفع رئيس الاتحادية إلى جلب مدرّب من أجل مهمة واحدة وهي التأهّل إلى “كان 2015”، ثم بعدها سيبحث عن مدرّب جديد بمواصفات عالمية تحسبا لإعداد المنتخب لتصفيات مونديال 2018 وقبلها ضمن تصفيات “كان 2017”. ورغم أن مصدرا عليما من الاتحادية أكد بأن روراوة لم يضع في مفكّرته أي اسم من المدرّبين لقيادة “الخضر” بعد المونديال إلى غاية “كان 2015”، إلا أن مصادر أخرى كشفت بأن ثمة أطرافا اقترحت على “الفاف” الفرنسي روجي لومير المدرّب الأسبق لمنتخب فرنسا وشباب قسنطينة والحالي للنجم الساحلي التونسي إلى جانب مواطنه هيرفي رونار المدرّب الأسبق لمنتخب زامبيا واتحاد الجزائر والحالي لنادي سوشو الفرنسي.