بعد أسابيع من التزام الصمت حيال “المعركة” المعلنة من قبل “باترون” الأفالان، عمار سعداني، الذي وجّه نباله إلى وجه “الدي آر أس” والجنرال توفيق، جاءت حادثة تحطّم الطائرة العسكرية بأم البواقي، أمس، لتخرج لسان بوتفليقة من حلقه، حيث لم يجد الرئيس بعدما لمس استياء عاما من قبل الطبقة السياسية ومختلف أطياف المجتمع من تصريحات سعداني، سوى مسايرة التوجه العام، فسارع إلى تضمين رسالة التعزية دعوة صريحة للأمين العام للأفالان يدعوه فيها للكف عن مهاجمة “الدي أر أس” والجنرال توفيق. وقال رئيس الجمهورية في برقية التعزية: “لقد اعتدنا على الأجواء التي تخرقها بعض الأوساط قبيل كل استحقاقات، لكن هذه المرة وصل التكالب إلى حد لم يصله بلدنا منذ الاستقلال.. فكانت محاولة المساس بوحدة الجيش الوطني الشعبي والتعرض لما من شأنه أن يهز الاستقرار في البلاد وعصمتها لدى الأمم.. لا يحق لأحد مهما تعالت المسؤوليات أن يعرّض الجيش الوطني الشعبي والمؤسسات الدستورية الأخرى إلى البلبلة”. وهي أول مرة يتحدث فيها رئيس الجمهورية بعد موجة الاتهامات التي وجهها “باترون” الأفالان إلى الجنرال توفيق، حيث حملت البرقية دعوة صريحة إلى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، بضرورة الكف عن تصريحاته التي هزت الساحة السياسية مؤخرا، خاصة بعد خرجاته الإعلامية التي ضربت في الصميم “الدي أر س«، مشخصا الجنرال محمد مدين المدعو “توفيق”. وجاءت نبرة بوتفليقة حادة إزاء ما خلفته تصريحات الرجل الأول في الأفالان، خاصة عندما قال “لا يحق لأحد مهما تعالت المسؤوليات المساس بالجيش الوطني الشعبي وبالمؤسسات الدستورية”. وبدا الرئيس بوتفليقة مقدّرا ل«ثقل” الاتهامات التي وجهها سعداني في حق “الدي أر س«، ومقدّرا أيضا حالة التعفن التي وصل إليها الوضع، وما سينجر عن كل هذا مستقبلا، من خلال قوله “هذه المرة وصل التكالب إلى حد لم يصله بلدنا منذ الاستقلال”. ولم يكتف الرئيس بوتفليقة بذلك، بل اعترف أن التراشق بالتهم سيقود البلاد إلى ما لا تحمد عقباه، بقوله “محاولة المساس بوحدة الجيش الوطني الشعبي والتعرض لما من شأنه أن يهز الاستقرار في البلاد وعصمتها لدى الأمم”. وكانت الطبقة السياسية قد دعت، بعد تعفن الوضع، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى التدخل لوضع حد لهذه المهزلة، وهو ما انتهزه الرئيس خلال برقية التعزية التي وجهها إلى أفراد الجيش الوطني وإلى نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح.