أوضح بن صالح في كلمته بمناسبة الذكرى 17 لتأسيس الأرندي أمس، أن المقاطعين ”يسعون إلى تبرير فشلهم المسبق بالدعوة إلى العزوف والمقاطعة”، وشدد المسؤول الأول عن الأرندي، ساعات قليلة قبل إعلان الوزير الأول عبد المالك سلال من وهران ترشح الرئيس بوتفليقة للانتخابات الرئاسية، أن حزبه سيعمل ”بكل قوة للدفاع عن مرشحه الرئيس بوتفليقة”، وتابع ”سنخوض الحملة الانتخابية لصالحه بكل حرية مع احترام منافسيه ،«وقدم خيار حزبه أنه ”لامشروط” قائلا ”كنا وسنكون إلى جانبه”. وأفرد بن صالح حيزا واسعا لخيار المقاطعين، ملمحا إلى ”تناقضات” في مواقف أصحابها عندما قال ”ما نلاحظه للأسف وقبل انطلاق الحملة بأيام ظهور بعض المواقف والتصريحات الغريبة. مواقف نراها تطالب حينا بتطبيق أحكام الدستور وقوانين الجمهورية على الجميع، وفي الوقت ذاته تدعو إلى واجب حرمان مواطنين آخرين من ممارسة نفس الحقوق” بينما تساءل ”أي منطق هذا الذي ترافع له هذه التصريحات”. مشيرا إلى أن ”المطلوب الآن وفي هذه المرحلة تحديدا، أن يعمل كافة الفاعلين السياسيين على توفير الأجواء التي من شأنها أن تضمن مرور الحملة الانتخابية في أجواء هادئة، ومن شأنها تجنيب البلاد الوقوع في الانزلاقات التي قد يتولد عنها شحن الأجواء وتلويث المناخ”. ويؤكد بن صالح أنه ”مع احترام خيار كل مواطن فإننا نقول إن الدعوة للعزوف معروفة الأسباب، والحقيقة تكمن في كون دعاة المقاطعة يعرفون أن حظوظهم في الفوز ضعيفة جدا وأن برامجهم السياسية لم تعد تقنع الشعب بجديتها. لهذا يسعون إلى تبرير فشلهم المسبق بالدعوة للعزوف والمقاطعة، لكن هذا التلاعب في إعطاء القراءات لن يقنع الشعب لأن الجزائريين يعلمون أين هي مصلحتهم”. وانتقد الأمين العام للأرندي ما يسود الساحة السياسية من جدال، وقال ”لم تعرف الساحة السياسية تصعيدا واضحا في لهجة الخطاب السياسي حتى قبل انطلاق الحملة الانتخابية، وهذا التصعيد بدأ يجد صداه للأسف حتى في الساحة الإعلامية، ويتمثل في التعليق المهني حينا وبالكلام التصعيدي غير المفيد في بعض الأحيان”، وتابع ”وقد زاد الوضع تعقيدا بروز ظاهرة الإشاعة بكل ما تحدثه من آثار مدمرة، الأمر الذي عمم ظاهرة الغموض والضبابية في الفهم والرؤى لدى المواطن، غموض ساهمت في ترسيخه كتابات من الداخل والخارج وتسببت في انتشار ظاهرة القلق لدى المواطن”، وكان بن صالح يقصد الجدال الدائر بخصوص صراع الأجنحة في أعلى هرم السلطة، والذي نفاه الرئيس بوتفليقة في خطابه الأخير بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، وقال المتحدث إن بوتفليقة ”فعل خيرا” بتعليمته الصادرة يوم الخميس، ل ”ليضع النقاط على الحروف”، وكانت بالنسبة له ”بردا وسلاما على الجزائريين كافة”، وأفاد بخصوص شخصية الرئيس أنه ”قائد يعرف متى يتدخل، وكيف يتدخل ولماذا يتدخل”. وأضاف بن صالح ”لقد قال هذا الكلام باللهجة التي يجب أن تقال بها بلسان القائد الأعلى للجيش، ليذكر الجميع بقواعد الانضباط الذي يجب أن يسود صفوف الجيش، وقالها أيضا بحكمة القائد السياسي المدرك لدوره ومسؤوليته، والرئيس تحذوه الإرادة والتصميم في جمع كافة الأطراف الفاعلة في الساحة والسعي لتوحيدها بغرض تحقيق مزيد من التنمية ومزيد من الازدهار للصالح الشعب”.